وفي اثناء الذهاب للملحقية ، والأسرة في غرفتها بالموتيل ، الذي يقوم على الخدمة به امريكان من الجنسين من اصول افريقية ، فتح الباب عليهم ، من أجل النظافة وترتيب الأسرة ، لكن الهلع دب في نفوسهم ، فلم يكونوا متعودين على أن أحد يفتح عليهم بيتهم ، ويبدو أن القادمين للنظافة ادركوا ذلك ، فأجلوها لوقت آخر .
الملحقية في شارع وسط المدينة الكبيرة والمشهورة بارتفاع الجريمة ، وتم انهاء اجراءات التحويل للجامعة التي ستتم دراسة اللغة بها ، وبدلا من ولاية ميشجن ، الباردة تم اختيار الجنوب ، اريزونا حيث المناخ مشابها لجو الجزيرة العربية ، وبالعودة للموتيل والمعرفة بما جري ، كان عليه التهدئة من روع الأسرة ، ويعمل جاهدا لمغادرة تلك المدينة بأسرع ما يمكن ، وبالفعل تم التوجه لمدينة صغيره اسمها تيمبي ، حيث تقع بها جامعة ولاية اريزونا
والتي ليست بعيدة عن عاصمة الولاية فينكس . وتم الحصول على شقة في مجمع للعوائل الأمريكان ، وبدأت المشادات بين الأطفال ، فهناك حاجز اللغة بينهم ، وبالطبع حاجز اللون ، بين قمحي وأبيض ، وبعد فترة وجيزة
تم ترك المجمع للعيش في بيت صغير في منطقة شبه خالية ، الجيران الوحيدين من الهنود الحمر ، لكن لاعلاقة تذكر ، وكان علي أن اذهب بعيدا على الأقدام ، لشراء احتياجات البيت في منطقة تكثر بها المنازل المحروسة بالكلاب ، والتي يبدو أنها مدربة على شم رائحة العربي على بعد عدة أميال ، فكانت تواجهني في كل مرة بالنباح ، ولكنها داخل اسوار البيوت التي لايزيد ارتفاعها عن متر واحد ، فكنت مطمئنا أنها لن تقفز تلك الأسوار
وبعد حوالي 4 اشهر ، كنت جاهزا ، للإلتحاق بدراستي العليا في شمال كاليفورنيا ، لأترك مجموعة من الزملاء
يكملون دراستهم ، ومعظمهم ممن جاء بعد الثانوية ، لأدرك لاحقا ، كيف أن احدهم على الأقل فشل في دراسته والغيت بعثته وعاد مريضا عقليا ، حيث كانوا يتعاطعون المروانة وهي شبيهة بالحشيش .
اشتريت سيارة موديل قديم ، واتجهت لمدينة اركيتا ، وبها تقع جامعة شمال كاليفورنيا ، وبالقرب منها مدينة أكبر قليلا اسمها يوريكا ، يطلان على الساحل الشرقي للمحيط الهادي ، وتتميز المنطقة بجو ربيعي دائم
فالخضرة ورذاذ المطر الشبه دائم ، ودرجة الحرارة معتدله . كنت أول عربي يصل لتلك المنطقة ، وفي هذه المدينة عرفت الجوانب المضيئة في شخصية الإنسان الأمريكي البعيد عن السياسة وعن المدن الصاخبة ، فكانت الطيبة والتعامل الإنساني ، ومحاولة مساعدتي وعائلتي بكل شئ ، الى درجة أن احد الأساتذه وهو رجل كبير في السن
كان ياخذ زوجته ، ويمرون على البيت وأنا في الجامعة فيأخذون اسرتي إلى السوق ليبتاعوا ما يحتاجون له
للحديث بقية..