عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2007, 12:08 AM   رقم المشاركة : 1
الطائر المهاجر
** (عثمان العبدالله) ** المؤسس والمشرف العام
 الصورة الرمزية الطائر المهاجر





معلومات إضافية
  النقاط : 20
  الحالة : الطائر المهاجر متواجد حالياً

 

افتراضي خصائص الشعر النبطي


اشار صفي الدين الحلي (ت 750هـ) وابن خلدون (ت 808هـ) الى أنواع من الشعر غير الفصيح وذكر أسماء ما كان معروفاً في زمانهما فإن النبطي تسمية حادثة بعدهما لم يذكراها فيما ذكرا من الأسماء. ، وأول من عرف من شعراء الشعر النبطي في القديم "أبوحمزة العامري" من الأحساء و "راشد الخلاوي"، و "قطن بن قطن" من أهل عمان و"رميزان" و "جبر بن سيار" من أهل نجد و"بركات الشريف" و"بديوي الوقداني" من أهل الحجاز، و"حميدان الشويعر" من أهل الوشم و"الهزاني" من أهل (الحريق)، وفي القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين، انتشر الشعر النبطي انتشاراً واسعاً في جزء كبير من الجزيرة العربية وكثر الشعراء الذين يحسنّونه وقوي في كل مكان وعلى كل لسان، وبلغ الغاية في سرعة الانتشار في العصر الحاضر وبرع فيه شعراء كثر منهم على سبيل المثال: جهز بن شرار و ابن سبيل ، و شليويح العطاوي، و رشدان بن موزة، ولافي العوفي ومحمد بن لعبون وغيرهم. وكل هؤلاء عاشوا في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري.


يتميز الشعر النبطي بالعديد من الخصائص التي تجعله ذات طابع مميز عن غيره من الأشعار العامية العربية ، ومن هذه الخصائص :
1-لغة الشعر النبطي هي اللغة البدوية بشكل عام والنجدية بشكل خاص. وتعتبر اللهجة البدوية هي أقرب اللهجات إلى الفصحى لعدة أسباب منها انعزال البوادي العربية التي تتحدث هذه اللهجات، وعدم اختلاطها بغير العرب.

2-القصيدة النبطية هي قصيدة تقليدية حيث أنها تلتزم بخصائص وبشكل القصيدة العربية القديمة من حيث الوزن الواحد والقافية الواحدة والبيت المكون من شطرين متساويين متكررين في مقدارهما الموسيقي، إضافة إلى أن القصيدة النبطية تتبع نفس بناء القصيدة العربية التقليدية من حيث تقسيمها إلى بداية تمهيدية وموضوع رئيسي وخاتمة تقليدية.

3-من حيث الوزن والموسيقى :

-تلتزم القصيدة النبطية بالأوزان التقليدية الخليلية مع وجود بعض الاختلافات المتعلقة بعدد التفعيلات وبأوزان مبتكرة.

-يمكن استخراج وزن القصيدة النبطية باتباع طرق التقطيع التقليدية والمقاطع.

-اختفاء الفاصلة الكبرى والفاصلة الصغرى والسبب الثقيل من القصيدة النبطية.

-أضافت القصيدة النبطية الالتزام " بالناعشة " وهي قافية الشطر الأول ، كما أنها تأثرت بما استحدث في الشعر الفصيح من ألوان القوافي كالمربّع والمرصّع والمشجّر ..... إلخ.

الوزن والموسيقى والقافية في الشعر النبطي

أولاً : الوزن :

ظل الشعر النبطي ملتصقاً بالعروض الخليلي حيث يمكن استخراج أوزانه بطريقة التقطيع اعتماداً على المقطع القصير (ب) الذي يعبر عن الحركة والمقطع الطويل (-) الذي يعبر عن منحرك فساكن ... ولإخضاع الشعر النبطي لهذا المقياس يجب التخلص من التقاء الساكنين، فإذا ما ورد ساكنان متتاليان فإن الساكن الثاني يتحرك لكي يظهر المقطع القصير.
مثال من قصيد للشاعر راشد بن طنّاف :
يا نديمي مِنْك ذا المنهج سليمْ ما سَلكْتَه خِفْتْ يلْحَقْني بْلومْ
فإذا تحركت هذه السواكن أصبح التقطيع كما يلي :
يا نديمي مِنْكَ ذا المنْ هجْ سَليمْ ما سَلكْتَه خِفْتِ يلْحَقْني بِلومْ
-ب-- -ب-- -ب-ْ -ب-- -ب-- -ب-ْ
فاعلاتنْ فاعلاتنْ فاعلاتْ فاعلاتنْ فاعلاتنْ فاعلاتْ

وفي حالة تحريك الساكن الثاني فإنه لا يتسبب في إخلال باللهجة أو اقتحام لأصولها.. فالتحريك تحصيل حاصل لإبراز أجزاء الوزن واستخراج
مثال من قصيدة لابن الظاهر :
يقول المايْدي أبياتْ شِعرٍ طَرا بنيانْها عنوانْ ما بي
وبقلقلة هذه السواكن وتحريكها أصبح التقطيع كما يلي :
يقول المايدي أبيات شِعرٍ طَرا بنيَانِها عنوانِ ما بي
ب--- ب--- ب-- ب--- ب--- ب--
مفاعيلُنْ مفاعيلُنْ فَعولُنْ مفاعيلُنْ مفاعيلُنْ فَعولُنْ

ومن الملاحظ أن البيتين السابقين يمكن إدراك الوزن فيهما دون تحريك هذه السواكن... فبمجرد قراءة البيت الأول (يا نديمي ... ) نشعر أننا أمام موسيقى بحر الرمل ، أما بقراءة البيت الثاني (يقول المايدي... ) فنشعر بأننا أمام موسيقى الوافر..

المقاطع :

الشعر النبطي خرج عن أنماط الشعر الشعبي العامي الأخرى، ولم يظهر في حشوه المقطع المُذال (-ْ) المكون من متحرك ثم ساكنين، مثله في ذلك مثل الشعر الفصيح ، ولذا فإنه وافق العروض الفصيح في مقاطعه وتفعيلاته وأسسه وقواعده وبالتالي كثير من بحوره.
وفيما يلي الأشياء التي منعت المقطع المُذال من الوقوع في حشو بيت الشعر النبطي، فهو :

1- إيقاع اللهجة البدوية – لغة الشعر النبطي – المقارب لإيقاع اللغة الفصحى.

2- التنوين : يكثر التنوين في الشعر النبطي ويجيء في جميع المواضع بمناسبة وبغير مناسبة.. والتنوين ضرورياً لإقامة الصياغة اللغوية في اللهجة البدوية، كما أنه في كثير من الأحوال يكون مانعاً من وقوع السبب المذال في حشو البيت في الشعر النبطي بالتالي خاضعاً لقواعد العروض العربي الفصيح.

تفعيلات الشعر النبطي :

يعتمد الشعر النبطي في أوزانه على ست تفعيلات أساسية ، جميعها من تفعيلات العروض العربي الفصيح، وهي :

فاعِلاتُنْ -ب--
مُسْتَفْعلُنْ --ب-
مَفاعِيلُنْ ب---
مِفْعُولاتُ ---ب
فاعِلُنْ -ب-
فَعولُنْ ب--

وفيما يلي تفعيلتين آخريين يستخدمها الشعراء نادراً لأنهما يستدعيان وجود مقطعين قصيرين متجاورين :

مُتَفاعِلُنْ ب ب-ب-
مُفاعَلَتُنْ ب-ب ب-

(منقول)







توقيع الطائر المهاجر
 
تفاعلك مع غيرك يشجعهم على التفاعل معك
  رد مع اقتباس