وهاهم الحجاج يواصلون المسيرة المباركة يتطهرون يوما يعد يوم ويستمدون الرحمات ويتقبلون بركات الله وتتعطر أرواحهم بالشذى النازل في تلك الديار حيث مهبط الوحي وحيث موطأ الأنبياء والرسل وحيث الإلتقاء بمواقع التوحيد الإبراهيمي ..
هاهم الحجاج يتطوفون بالبيت العتيق سبعا حيث هذا الطواف يمثل حركة المجرات الكونيه فهم يضبطون حركاتهم وسكناتهم لهذا المركز الألهي الذي يقابله في السماء نقطة الألتقاء لملائكة الله وهم يطوفون كما تطوف هذه الجموع ...
هذا التطواف هو تحريك الروح لتوافق الإرادة الإلهية ولتتساوق مع فطرة الكون حتى تسعى كل وجودات الكون متعاونة لتحقق العدالة الربانية وأثناء ذلك الطواف تلهج تلك الجموع بذكر الله بين متضرع خاشع وبين باك نادب على ما فرّط في جنب الله وبين عاشق ذائب في ذات الله ..
أشكرك مرة أخرى ونسأل الله أن لا يحرمنا من عفوه وكرمه وفضله