عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-2009, 05:42 PM   رقم المشاركة : 1
(ابو ريم)
فنان
 الصورة الرمزية (ابو ريم)






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :(ابو ريم) غير متواجد حالياً

 

افتراضي من يقول لي ( صح لسانك )


حياكم الله ... حاولت اكتب شعر مثل الطائر المهاجر
لعلي اجد من يقول صح لسانك حتى ولوا مجامله
ولم استطع ... فطرى علي فكرة مفادها ( لماذا لا اتفق
مع شاعر بحجم الطائر المهاجر ويعطيني قصائد وانسبها لي )
فقلت هذا غش وخداع وهناك من يعرف بحنكة وذكاء طرق
وأساليب الشعر والشعراء ؟ واين اجد مثل الطائر المهاجر .....؟
فتعقد الأمر وقلت في نفسي بدون من الشعر ..... ولكني اريد
( صح لسانك ) فإذا باب البيت يطرق فقالت زوجتي
( اخرج وشوف من على الباب) فقطعت حبل أفكاري ..
وذهبت فقلت مين بصوت عالي فرد علي الطارق
بصوت عالي وقال ( انا صديق حارس عماره )
فتحت الباب وقال هذا ظرف تركه لك شخص وذهب ...
شكراً يا صديق أغلقت الباب بعده ثم ناديته يا شفيق
وهذا اسمه قال نعم صديق فقلت كم تتقاضى
مني كل شهر ياشفيق قال (100 ) ريال مقابل غسيل
السيارة فقلت ازيدك عشرين ريال مقابل
تقول لي كل صباح صح لسانك .. كل يوم ولا تنسى ؟
فقال ويش معنى هذا صح لسانك ؟
فحيرني وقلت والله ما ادري ياشفيق ؟
ولكنك نبهتني حتى لا البس ثوب غير ثوبي ؟
رجعت الى غرفتي التي بها الكومبيوتر وكتبي وعودي .....
ومن حبي للقراءة والكتابة وجدت نفسي
اكتب قصة عجيبة قد طرى عليه جزء منها في
كتاب قصص هندية قرأته زمان ؟
قلت في نفسي عبر عما يكنه صدرك بهذه النصوص
فهي لا تختلف عن الشعر بل من نفس النسق
ولها معجبين فربما يأتيك احدهم ويقول صح لسانك ....
ساعتها اسأله عن معناها حتى لا يحرجك شفيق مرة ثانية ؟


القصة

تقول في يوم من الأيام تعثر ثعلب في مصيدة
صياد وخرج منها بأعجوبة ولكن به جروح بليغة
ربما ينزف ويفقد حياته بسببها ... فبينما هو يندب حظه العاثر
في الطريق ارتمى على الأرض ولم يستطع المسير ؟
تجمعت عليه الغربان (والحدى ) والذي لا يعرف الحدى
فهي من نفس فصيلة الغربان ولكن تختلف في اللون فقط ..
فتجمعت بشكل كبير جداً حول الثعلب .
هنا سيكون الخلاف بين القومين .....
يقول لسان حال الطيور .... تقدم كبير القوم من الغربان
وخاطب كبير القوم في الحدى وقال ...
هذا ثعلب وبه من اللحم ما يكفي الجميع ولكن نريد النظام
سائد بيننا ولا مجال للغش , فقال كبير الحدى
بارك الله فيك عين العقل ؟ اذاً نقُسم الثعلب
الى قسمين فتختارون اما قسمه العلوي أو السفلي ,
فقالوا الغربان نختار القسم السفلي
ولكن نحن أول من يبدأ وتأخذ قومك وتذهبون
بعيد عنا ولن نغشكم ؟ فاختاروا الغربان نصفه السفلي
طمعاً في وفرة اللحم وبمحض إرادتهم وتمت العهود بين الطرفين ..
فتقدموا حتى دنو من الثعلب فقال لهم
( هل لي بطلب قبل مماتي ) فقال كبير القوم تفضل
قال هل اتفقتم مع الحدى على القسمة دون غش
ولا خيانة فقال نعم .. قال وما كان اتفاقكم ...
قال اخترنا قسمك السفلي ولهم قسمك العلوي ...
فصاح الثعلب وقال قبحكم الله أيها العبيد ؟
لقد خدعوكم بني عمكم .... فتلافتوا القوم في بعضهم
وقالوا اين الخدعة بالله عليك فنحن والله نصدق فيهم كل واشي ...
فقال اللا تعلمون اني انا الثعلب الذي امتاز بالذكاء
والحنكة فقالوا هذا ما نسمع به فقال اللا تعلمون
إن قسمي العلوي فيه مخي ( من أكل منه ازداد ذكاء )
وبه قلبي ( من أكل منه ازداد شجاعة )
أما قسمي السفلي الذي اخترتموه فلا يوجد به إلا الفضلات
التي أخرجها وذيلي
فأين عقولكم حين غرروا بكم فقال احدهم
والله انه صادق وإنهم خدعونا ؟
رجع القوم كلهم إلى الحدى بصوت واحد وكأنها مظاهرة
( نريد القسم العلوي ) والشر يتطاير من عيونهم فقال
واحد من الحدى .... والله ما غير القوم رأيهم
إلا لأمر عظيم .....لما اقتربوا القوم من الحدى قالوا نريد
القسم العلوي ........ فقال كبير الحدى ولكنكم اخترتم
وسبقتمونا الى الأكل لماذا التغيير ؟ قالوا نحن اتفقنا
وغيرنا ولا رجعة عما عزمنا عليه لو نهلك دون ذلك .
فقال كبير الحدى اتركوني اجتمع بقومي
وعسى في الأمر خيره ..... اجتمع القوم بعيد عن الغربان
فقال احدهم ... إن هؤلاء العبيد أتعبونا طوال الزمان ..
ودائماً تكثر أخطأهم ومشاكلهم وحان الوقت حتى
يعرفوا حجمهم الحقيقي .... فرد أخر وقال هل يعتقدون
إنهم أحسن منا أو أذكى منا لا والله لا يكون
ذلك فرجع القوم بصوت واحد ( لن نغير ما اتفقنا عليه
سابقاً فأنتم لا عهد لكم ولا ذمه ) فقال السفهاء
بل نغير فأختلط الجميع في عراك مميت ولم
يتركوا فرصة للعقلاء منهم .... فسقط الكثير من الطرفين
وجرح الكثير وما تبقى من الطرفين القليل
طاروا في الجو وابتعدوا عن المشاكل .. ؟
في هذه اللحظة اقترب الثعلب إلى الطيور الميتة والجريحة
من الطرفين واخذ يأكل حتى يعوض ما نزف من دماء وتلتئم جروحه ..
ثم قال حكمة لكل حي على وجه الأرض ... مفادها

(( قبح الله الغباء وأهله ))



اسعد الله أوقاتكم ... أبو ريم






توقيع (ابو ريم)
 
  رد مع اقتباس