عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2006, 11:23 PM   رقم المشاركة : 8
ذيب السنافي




معلومات إضافية
  النقاط :
  الحالة :

 

افتراضي


بنت عمي ترى لقيت موضوع لمحت فيه مزاجي وعلى طول نسخ لصق أن شاء الله يكون الي تبين

أما مشكلة بكاء الأطفال فهي بحق "أم المشاكل"، ولقد بحت أصوات الأطفال من البكاء.. وبحت أصوات الآباء من الشكوى.. وبحت أصوات الأطباء من النصح والإرشاد، ولكن تبقى المشكلة قائمة ما دام هناك طفل يبكي -بدون سبب واضح- في أقصى الأرض أو أدناها.. ولقد كتبت في هذا الموضوع.. وكتب غيري، ولكن هذا لا يمنع من إعادة الكتابة والشرح بالرغم من أن ما سأكتبه هذه المرة وكل مرة هو بعض أو نحو أو مثل مما كتبته سابقًا.

وبداية نقول إن هناك نوعين من أنواع البكاء لدى الأطفال في المهد: أما النوع الأول فهو البكاء المرضي أو المسبب، وهو البكاء الذي يكون له سبب ظاهر أو غير ظاهر، وقد تكتشف الأسرة هذا السبب فإن غمّ عليها فقد يكتشفه الطبيب.. وفي هذه الحالة يكون الأمر ميسورًا حيث إنه: إذا عرف السبب سهل العلاج.

أما "أم المشاكل" فهي مشكلة البكاء غير المسبب أو المزاجي، حيث يعتاد الطفل البكاء يوميًّا لفترة قد تطول لعدة ساعات متواصلة أو متقطعة، وقد لا تفلح معه أي وسيلة لإسكاته حتى ولو بالقوة الجبرية، ولقد احتار الناس واحتار الأطباء في هذه الظاهرة، ولكننا نميل إلى أن الطفل يمارس من خلال هذا البكاء وظيفة من الوظائف المعدودة.

فالطفل في هذه المرحلة يمارس عددًا محدودًا من الوظائف، مثل الأكل والإخراج والنوم والضحك والمناغاة، فلماذا لا يكون البكاء وظيفة أخرى من ضمن هذه الوظائف؟!

ولماذا لا يكون البكاء وسيلة من ضمن وسائل تعبير الطفل عن نفسه في وقت لا يجيد فيه لغة الكلام؟! ولماذا لا يكون البكاء وسيلة من وسائل الطفل لشغل أوقات فراغه الطويلة؟!
حيث إنه لا يستطيع أن يقضي وقت فراغه في القراءة أو ممارسة الرياضة أو لعب الشطرنج أو مشاهدة الفضائيات.

وفي المراجع الطبية المعتبرة فإن هناك جدولاً لعدد ساعات البكاء التي يمارسها الطفل في أشهر حياته الأولى كوظيفة أو هواية أو نوع من أنواع إضاعة الأوقات المملة والتي يجد نفسه وحيدًا فيها.. وإذا كانت هناك أمًّا تتصور أن الطفل يجب أن يأكل، ثم ينام، ثم يستيقظ فتلعب معه لمدة خمس أو عشر دقائق، ثم يأكل، ثم ينام مرة أخرى، وهكذا، وهكذا... فإن طفلاً كهذا ليس موجودًا ولا حتى في مدينة "أفلاطون" الفاضلة!!

لذلك -يا سيدتي- فإننا ننصح في حالة وجود معدلات بكاء أكثر من المعتاد أن يعرض الطفل على الطبيب عله يكتشف سببًا للبكاء.. وقد تفضلتي -مشكورة- بعرض الطفلة على الأطباء أكثر من مرة بدون جدوى؛ لذلك ما عليك إلا أن تتعايشي مع هذه الظاهرة.. مع الإحاطة بأنها ظاهرة مؤقتة وتختفي تدريجيًّا بعد الشهور الأولى من العمر.. ولا مانع من استخدام بعض المسكنات دون إسراف.

وندعوك إلى زيادة جرعة الحنان والمناغاة والتدليك والهدهدة، وهذه كلها من أنواع المسكنات الطبيعية المطلوبة في هذه المرحلة.. كما ندعوك إلى إعادة النظر في البرنامج الغذائي الموسع الذي تتبعينه مع هذه الطفلة، فإذا كان الجوع سببًا من أسباب البكاء فإن زيادة التغذية والتخمة وعسر الهضم أسبابًا أخرى من الأسباب الهامة للبكاء.

وأخيرًا.. لن أنهي هذه الاستشارة قبل أن أجيب على سؤال أشعر أنه يلح عليك منذ أن بدأت بقراءة هذه الاستشارة ألا وهو: لماذا لا يحدث كل هذا مع أختها التوءم؟! وقد يجرنا هذا إلى فتح موضوع طويل وعريض لا مجال لفتحه الآن؛ ولكننا نقول وباختصار إن لكل إنسان "طبعة جينية" خاصة به.. هذه الطبعة هي التي تحكم الإنسان قلبًا وقالبًا.. جسمًا ونفسًا.. طبعًا ومزاجًا، بل حتى حظًّا ونصيبًا!! فإذا كانت إحدى بناتك صامتة وهادئة فهذا استثناء.. وإذا كانت الأخرى قلقة مضطربة فهذه هي القاعدة، ولله في خلقه شئون، ولعلّ في ذلك الاستثناء "تخفيف من ربكم ورحمة".

مع التمنيات الطيبة لك ولابنتيك العزيزتين بالصحة والسعادة.

استشارات ذات صلة:
بكاء الطفل .. النفخ المنفرد في الناي الحزين
الجوع ليس السبب الوحيد لبكاء الرضيع







توقيع ذيب السنافي
 
  رد مع اقتباس