[مازن حجازي]

طبعا طبعا
التقىت ببدر بن عمار سنة 328 هجرية، وهو أول من قتل أسداً بالسوط، فنعمت عنده حقبة من الزمن، راضياً بما لقيته عنده من الراحة بعد التعب والاستقرار بعد التشرد، إلا أنني أحس بالملل في مقامه وشعرت بأنني لم ألتق بالفارس الذي كنت أببحث عنه والذي يشاركني في ملاحمه وتحقيق آماله. فعاودني الضجر الذي ألفته والقلق الذي لم يفارقني، فسقتم من حياة الهدوء ووجدت فيها ما يستذل كبرياءئي. فهذا الأمير يحاول أن يتخذ مني شاعراً متكسباً كسائر الشعراء، وانا لا أريد لنفسي أن أكون شاعر أمير، وإنما أريد أن أكون شاعراً فارساً لا يقل عن الأمير منزلة. فلم يفقدني السجن كل شيء لأني بعد خروجي منه استعدت إرادتي وكبرياءئي. فالسجن أسهم في تعميق تجربتي في الحياة، وتنبيهي إلى أنه ينبغي أن أقف على أرض صلبة لتحقيق ما أرد من طموح. لذلك أخذت أبحث عن نموذج الفارس القوي الذي يشترك معي لتنفيذ ما أرسمه في ذهني. أما بدر فلم يكن هو ذاك، ثم ما كان يدور بين حاشية بدر من الكيد لي ومحاولة الإبعاد بيننا، جعلني أتعرض لمحن من الأمير ومن الحاشية تريد تقييدب بإرادة الأمير. لقد رأيت ذلك إهانة وإذلالاً، عبّرت عنه بنفس جريحة ثائرة بعد فراقي لبدر متصلاً بصديق لي هو أبو الحسن علي بن أحمد الخراساني في قولي : لا افتخار إلا لمن لا يضام. وعدت بعد فراقي لبدر إلى حياة التشرد والقلق ثانية، وعبرت عن ذلك أصدق تعبير في رائيتي التي هجوت بها ابن كروس الأعور أحد الكائدين لي عند بدر.