عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-2007, 11:20 PM   رقم المشاركة : 1
إستبرق
وردة الفطاحلة V.I.P
 الصورة الرمزية إستبرق






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :إستبرق غير متواجد حالياً

 

افتراضي لماذا ينتحر اليابانيون في العمل ؟


لماذا ينتحر اليابانيون في العمل ؟




انتحار الوزير الياباني (الاسابيع الماضية) ليس الأول من نوعه، بل هو امتداد لظاهرة يابانية شهيرة وهي أن يضع الموظف حدا لحياته عندما تضيق به السبل، فيعزم على الخروج من مأزق يواجهه في العمل بالإقدام على الانتحار. ويطلق اليابانيون على الموت من ضغط العمل مصطلحا معروفا وهو 'كاروشي'.
وظاهرة الكاروشي، التي أودت بحياة وزير الزراعة الياباني نتيجة عجزه عن مواجهته فضائح مالية كبيرة، تزداد تفاقما في اليابان نتيجة تزايد ضغوطات العمل والحياة. وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن اليابان تعد من أكثر الدول الصناعية التي تواجه أزمة الانتحار. وتنظم الحكومة اليابانية حملات توعية دورية، على نطاق واسع لتحريض الموظفين على أخذ إجازات للتمتع بالراحة مع أسرهم، والتخفيف من وطأت الضغوطات الوظيفية.
جذور تاريخية
وانتبه علماء النفس أخيرا إلى سبب الانتحار أو ما يسمى بالكاروشي فأضافوه إلى جملة من المصطلحات التي تدرس انفعالات النفس البشرية غريبة الأطوار. فبعد ما درسوا سبب إقدام اليابانيين على إنهاء حياتهم على الطريقة الكاروشية وجدوا أن السبب يكمن في أن اليابانيين لا يقبلون بالهزيمة أو التراجع وهو أمر له جذوره التاريخية في هذه الإمبراطورية العريقة. ويلجأ المنتحرون في اليابان عادة إلى قتل أنفسهم للهروب من إحساسهم بالخزي أو لتجنيب أنفسهم وعائلاتهم الحرج أو ويلات الخسارة المالية الفادحة. وربما ما يزيد الطين بلة أن الديانتين البوذية والشينتوية الرئيسيتين في اليابان لا تحرمان الانتحار. كما أن الانتحار في اليابان يلقى قبولا اجتماعيا. ذلك أن المنتحرين سواء كانوا من الشخصيات العامة أو من صغار الموظفين، يجدون تعاطفا من الآخرين الذين يرون في تصرف الانتحار 'تحملا للمسؤولية' وهو تكفير عن التقصير لأن المنتحرين ضحوا بأرواحهم في سبيل ذلك.
ومن أسباب انتحار الموظفين في العمل أنهم يعتقدون، وبشدة، بمبدأ 'ديمومة الموظف' أي أن الموظف لن يترك عمله لصالح العمل في شركة أخرى منافسة. لذا يعد الموظف الياباني نفسه أحد أركان الشركة، وهو على قناعة راسخة بأنه مهما كان في مؤسسته من عيوب إلا أنه مستعد لتحمل تبعات ذلك في سبيل أن يبقى فيها. وربما يعد هذا أمرا في غاية الغرابة بالنسبة للشعوب في جميع أرجاء المعمورة، بما فيها الدول المتقدمة.
رأي المنظمات
والأغرب من ذلك أن المنظمات في اليابان، بشكل عام، تبادل هذا الموظف الشعور نفسه، ويظهر ذلك جليا من خلال طريقة التعامل مع الموظفين وبرامج الحوافز طويلة المدى والدورات التدريبية والسلم الوظيفي الطويل من حيث الترقيات وتقديم الرواتب، وهو أمر أيضا لا يطيقه الموظفون في الدول الأخرى، وقد يتعارض مع طبيعة النفس البشرية التواقة نحو الأفضل والتقدم والتغير والتجديد في الحياة الوظيفية. وللأسف الشديد، رأيت بنفسي مواقع على صفحات الانترنت تقدم 'وصفات سريعة للانتحار' لأولئك الذين تقطعت بهم الأسباب في العمل وسئموا من ضنك العيش والحياة الوظيفية الشاقة. وأحزنني هذا الأمر لما يشكله من خطورة بالغة على حياة الموظفين اليائسين في الوطن العربي المعرضين لزيارة لهذه المواقع. من هنا، ندعو المسؤولين عن خدمة الانترنت في العالم العربي إلى حجب هذه المواقع، نظرا لخطورتها على حياة الناس، فقد يحاول موظف يائس من عمله الانتحار فيتسبب في وقوع طامة كبرى له ولأسرته.
ضغوط العمل
ربما نقرأ هذه الأيام في الصحف عن أخبار الانتحار بسبب ضغوطات العمل عن دول بعيدة، ولكن قد يأتي اليوم الذي يضعف فيه بعض الناس في عالمنا العربي فيقدمون على هذه العادة المذمومة في معظم الأعراف الإنسانية، التي لا يعي صاحبها أنه 'يهرب من المواجهة' لا أكثر ولا أقل. فالموظف الفعال يتعين عليه تحمل الضغوط مهما زادت وطأتها، وعليه أن يعود نفسه عليها، وأن يدرك أن الضغوطات هي إحدى منغصات الحياة. وإذا ما تخيلنا أن ضغوطات العمل عارض مؤقت سينفرج قريبا، أزلنا عن أنفسنا هما كبيرا نحن في غنى عنه.
الإفراط في العمل ليس في مصلحة الموظف، إذ قد يفقد حياته نتيجة لذلك. فلا خيار أسلم من الاعتدال في العمل والجهد، وأخذ قسط كاف من النوم لينعكس ذلك على مزاج المديرين والمرؤوسين في تعاملهم بعضهم مع بعض وفي تعاملهم مع العملاء والمراجعين.







توقيع إستبرق
 
  رد مع اقتباس