عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-2010, 10:44 AM   رقم المشاركة : 1
صعبة المنال
سفيرة الفكر/عضو شرف
 الصورة الرمزية صعبة المنال






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :صعبة المنال غير متواجد حالياً

 

افتراضي المعلمون الفلسطينيون الرواد في الكويت


مقال جذب الانتباه ..كل التقدير لكل معلم فى يوم المعلم


المعلمون الفلسطينيون الرواد في الكويت
04 أبريل

2010 د. جلال محمد آل رشيد

شعرتُ بحنين إلى الماضي جعلني أستعيد ذاكرة تلك الأيام السالفة أيام الصغر، والتي أظن أنها أضحت صعبة الوجود والتكرار في زماننا، زمان جمع المال والسياحة والسفر وسائر أشكال طغيان الماديات في زماننا الحالي، وذلك على حساب الاهتمام في العلم والتعليم والتطوير المرتبط بتقدم العملية التعليمية في أي بلد في العالم.
الحنين كان في الواقع ناجما عن تذكري لتلك الأيام التي كان فيها المعلمون الفلسطينيون «يحرقون أنفسهم وأعصابهم» من أجل طلبتهم في الكويت، حيث كان الحظ الجميل قد جعلنا نتعلم في «حقبة» المعلمين الفلسطينيين، وهم أولئك الأفراد الذين أستطيع أن أكون «شاهد عيان» على أنهم المضحّون الذين أنتجوا جيلا كويتيا متعلما تعليما جيدا على أيديهم من غير اضطرار أحد من زملائنا الذين تعلموا في نفس فترتنا التي تلقينا تعليمنا فيها إلى اللجوء إلى المدرسين الخصوصيين!
فالمعلمون الفلسطينيون كانوا يمارسون العملية التعليمية بكل طاقتهم وبكل أمانة، ولكنهم كانوا يمارسون ذلك في الفصل الدراسي ذاته، وليس في بيت الطالب طلبا للـ «مقسوم» كما يحصل في فترة التعليم الحالية التي يدفع فيها وليُّ أمر الطالب إما للمدارس الخاصة وإما للمدرسين الخصوصيين، ولا يوجد حل ثالث!
الصحافة المحلية كانت قد أشارت يوم السبت الماضي إلى أن وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي الدكتورة موضي الحمود كانت قد ألقت كلمة خلال احتفال بعنوان «مسيرة وعطاء» جاء تكريما لأولئك المعلمين الفلسطينيين الرواد الذين علَّموا في الكويت خلال فترة (1936-1956)، وهذه كانت مفاجأة بالنسبة لي، باعتبار أن فترة ما قبل النفط تعني أن يكون التعليم من أجل الرسالة التعليمية ذاتها باعتبارها شيئا مقدسا، وليس التعليم من أجل المردود المادي الذي لن يكون موجودا أساسا في مثل تلك الفترة الصعبة في تاريخ الكويت!
وعندما نقارن نحن كتربويين بين أداء سائر الجنسيات التي تمارس العملية التعليمية في وزارة التربية في الكويت، أو التي مارست تلك المهنة الشاقة سابقا، نجد أن الفلسطينيين كانوا «الأكثر حرقا للذات» من أجل مصلحة الطالب، وهذه خبرة شخصية أنقلها لمن يهمه الأمر في وزارة التربية الكويتية، وإن كانت الوزارة تبدو واعية لهذا الأمر، بدليل هذا الاحتفال المهم الذي أقيم تكريما للمعلمين الفلسطينيين الأوائل، وبتغطية مهمة من الوزيرة شخصيا. وأنا لا أطرح الموضوع ليكون ضد جنسيات أخرى تعمل في الحقل التربوي حاليا، ولكنني أؤكد أهمية الاستفادة من طاقات الفلسطينيين في هذا الحقل المهم ضمن طاقات عربية أخرى تعمل في الحقل ذاته حاليا. بل إنني أظن أهمية الاستفادة من طاقات أخرى أيضا لها سمعة علمية جيدة كالعراقيين مثلا.
أنا لا أريد أن أطرح الموضوع من وجهٍ سياسي أو أمني، فلهذا الجانب أناسُه المتخصصون فيه في الأجهزة الأمنية الكويتية، ولكنني أطرحه من الجانب التربوي الذي يمثّل الحقل الذي أعمل فيه، وفي كل الأحوال فالفلسطينيون لا يزالون يعملون في الكويت، ومنهم مدرسون ومنهم من يعمل خارج حقل التعليم في الكويت حاليا.







توقيع صعبة المنال
 
  رد مع اقتباس