07-07-2009, 05:44 PM | رقم المشاركة : 1 | ||
|
اذا الشعب يوماً اراد الحياة ...
إذا الشَّعْـبُ يومـاً أرادَ الحيـاةَ=فـلا بُـدَّ أنْ يَسْتَجيـبَ الـقـدرْ ولا بُــدَّ للَّـيْـلِ أنْ ينجـلـي=ولا بُــدَّ للقـيـدِ أن يَنْكَـسِـرْ وَمَنْ لم يعانقْـهُ شَـوْقُ الحيـاةِ=تَبَخَّـرَ فِـي جَوِّهـا، وانـدَثَـرْ فويـلٌ لِمَـنْ لَـمْ تَشُقْـهُ الحيـاةُ=مـن صَفْعَـةِ العَـدَمِ المنتصـرْ كذلـك قالـتْ لـيَ الكائـنـاتُ=وحدَّثَنِـي رُوحُـهَـا المُستَـتِـرْ وَدَمْدَمَتِ الرِّيـحُ بيـن الفِجـاجِ=وفوقَ الجبـالِ وَتَحْـتَ الشَّجـرْ إذا مـا طَمحْـتُ إلـى غَـايـةٍ=رَكبِتُ المنى ، وَنَسِيـتُ الحَـذرْ ولـم أتجنَّـبْ وُعُـورَ الشِّعـابِ=ولا كُبَّـةَ اللّـهَـبِ المُستَـعِـرْ وَمَنْ لا يحـبُّ صُعُـودَ الجبـالِ=يَعِشْ أبَـدَ الدَّهْـرِ بيـنَ الحُفَـرْ فَعَجَّـتْ بقلبـي دمـاءُ الشَّبـابِ=وضجَّت بصدري ريـاحٌ أُخَـرْ وأطرقتُ ، أُصغي لقصفِ الرُّعودِ=وعزفِ الرّياحِ ، وَوَقْـعِ المَطَـرْ وَقَالتْ ليَ الأرضُ ، لما سألـتُ=أيا أمُّ هـل تكرهيـنَ البَشَـرْ ؟ أُباركُ في النَّاسِ أهـلَ الطُّمـوحِ=ومَـنْ يَسْتَلِـذُّ ركـوبَ الخطـرْ وألْعنُ مَـنْ لا يماشـي الزَّمـانَ=ويقنعُ بالعيْـشِ عيـشِ الحجـرْ هو الكونُ حيٌّ ، يحـبُّ الحيـاةَ=ويحتقـرُ الميْـتَ ، مَهْمَـا كَبُـرْ فلا الأفْقُ يحضُنُ ميْتَ الطُّيـورِ=ولا النَّحْلُ يلثِـم ميْـتَ الزَّهَـرْ ولولا أمُومةُ قلبي الـرّؤومُ لَمَـا=ضمَّـتِ الميْـتَ تلـكَ الحُـفـرْ فويـلٌ لِمَـنْ لـم تَشُقْـهُ الحَيـاةُ=مـنْ لعنـةِ العَـدَمِ المنتـصـرْ وفي ليلةٍ مـن ليالـي الخريـفِ=مثقَّلـةٍ بـالأسـى والضَّـجَـرْ سَكرتُ بها من ضيـاءِ النُّجـومِ=وغنَّيْـتُ للحُـزْن حتَّـى سَكِـرْ سألت الدُّجى: هل تُعيـدُ الحيـاةُ=لمـا أذبلتـه ربيـعَ العُـمُـرْ ؟ فلـم تَتَكَلّـمْ شِـفَـاهُ الـظَّـلامِ=ولـم تترنَّـمْ عَـذَارى السَّحَـرْ وقـال لـيَ الغـابُ فِـي رقَّـةٍ=محبَّبَـةٍ مِثْـلَ خـفْـقِ الـوتـرْ يجيءُ الشِّتاءُ ، شتـاءُ الضّبـابِ=شتاءُ الثّلـوجِ ، شتـاءُ المطـرْ فينطفىءُ السِّحْرُ ، سحْرُ الغُصونِ=وسحرُ الزُّهورِ ، وسحـرُ الثَّمَـرْ وسِحْرُ السَّمـاءِ الشَّجـيُّ الوديـعُ=وسِحْرُ المروجِ ، الشهيُّ العَطِـرْ وَتَهـوِي الغُصـونُ، وأوراقُهَـا=وأزهـارُ عهـدٍ حبيـبٍ نَضِـرْ وتلهو بها الرّيـح فِـي كُـلِّ وادٍ=ويدفنهـا السيّـلُ، أنَّـى عَـبَـرْ ويفنـى الجميـعُ كحلْـمٍ بـديـعٍ=تألّـقَ فِـي مهـجـةٍ وانـدَثَـرْ وتبقَى البُـذُورُ ، التـي حُمِّلَـتْ=ذخيـرةَ عُمْـرٍ جميـلٍ ، غَبَـرْ وذكرى فصولٍ، ورؤيـا حَيـاةٍ=وأشباحَ دنيـا ، تلاشـتْ زُمَـرْ معانِقَةً ، وَهْي تحـت الضَّبـابِ=وتحْتَ الثُّلوجِ ، وتحـتَ المَـدَرْ لَطِيـفِ الحيـاة الـذي لا يُمـلُّ=وقلبِ الرّبيـعِ الشـذيِّ الخضِـرْ وَحَالِمـةً بأغـانـي الطّـيـورِ=وعِطْرِ الزُّهور ، وَطَعْـمِ الثَّمَـرْ ويمشي الزَّمانُ ، فتنمو صروفٌ=وتذوي صروفٌ ، وتحيـا أُخـرْ وتُصـبِـحُ أحلامُـهَـا يقْـظـةً=موَّشَّحـةً بغـمـوضِ السَّـحَـرْ تُسَائِل: أيـنَ ضَبـابُ الصَّبـاحِ=وسِحْرُ المَساءِ ؟ وضوءُ القَمَرْ ؟ وأسرابُ ذاكَ الفَـراشِ الأنيـقِ ؟=وَنَحْلٌ يغنِّـي ، وغيـمٌ يَمُـرْ ؟ وأيـنَ الأشعَّـةُ والكائـنـاتُ ؟=وأيـنَ الحيـاةُ التـي أَنْتَظِـرْ ؟ ظمئتُ إلى النُّور، فوق الغصـونِ=ظمِئتُ إلى الظِّلِّ تحـت الشَّجَـرْ ظمِئتُ إلى النبع بيـن المـروج=يغني مر يرقص فـوق الزّهَـر ظمئـتُ إلـى نَغَمـاتِ الطُّيـورِ=وهَمْسِ النّسيمِ ، ولحـنِ المَطَـرْ ظمئتُ إلى الكون! أيـن الوجـودُ=وأنَّـى أرى العالَـمَ المنتظَـرْ ؟ هُو الكونُ ، خلف سُبَاتِ الجُمـودِ=وفِـي أفُـقِ اليَقظـاتِ الكُـبَـرْ ومـا هـو إلاّ كَخَفْـقِ الجنـاحِ=حتّـى نمـا شوقُهـا وانتصَـرْ فصدَّعَـتِ الأرضُ مـن فوقهـا=وأبْصرتِ الكَوْنَ عذبَ الصُّـوَرْ وجـاء الرَّبـيـعُ ، بأنغـامِـهِ=وأحلامِـه، وصِبـاهُ العَـطِـرْ وقبَّلهـا قُبَـلاً فِــي الشِّـفـاه=تُعيدُ الشَّبـابَ الـذي قـد غَبَـرْ وقال لها : قـد مُنِحْـتِ الحيـاةَ=وخُلِّـدْتِ فِـي نَسْلِـكِ المدّخَـرْ وباركَـكِ النُّـورُ، فاستقبـلـي=شَبَابَ الحيـاةِ وخصْـبَ العُمُـرْ ومـن تَعْبُـدُ النُّـورَ أحـلامُـه=يُبَارِكُـهُ النُّـورُ أنَّـى ظَـهَـرْ إليكِ الفَضـاءَ ، إليـكِ الضيـاءَ=إليكِ الثَّرى ، الحالمَ ، المزدهـرْ إليـكِ الجمـالَ الـذي لا يَبيـدُ=إليكِ الوجودَ ، الرَّحيبَ ، النَّضِـرْ فميـدي ، كمـا شئـتِ ، فـوق=الحقولِ بِحُلْوِ الثِّمارِ وغضِّ الزّهَرْ وناجي النَّسيمَ ، وناجـي الغيـومَ=وناجي النجومَ ، وناجـي القمـرْ وناجـي الحـيـاةَ وأشواقّـهـا=وفتنـةَ هـذا الوجـودِ الأغَــرْ وشفَّ الدُّجى عن جمـالٍ عميـقٍ=يُشِبُّ الخيـالَ ، ويُذكـي الفِكَـرْ ومُدَّ على الكون سِحْـرٌ غريـبٌ=يصـرّفُـهُ سـاحـرٌ مقـتـدِرْ وضاءَتْ شموعُ النُّجومِ الوِضَـاءِ=وضَاعَ البَخُورُ، بَخُـورُ الزّهَـرْ وَرَفْرَفَ روحٌ ، غريبُ الجمـال=بأجنحـةٍ مـن ضيـاءِ القَـمَـرْ وَرَنَّ نشيـدُ الحيـاةِ المـقـدّسُ=فِي هيكـلٍ، حالِـمٍ ، قَـدْ سُحِـرْ وأُعْلِنَ فِي الكـونِ: أنّ الطمـوحَ=لهيـبُ الحيـاةِ ، ورُوحُ الظَّفَـرْ إذا طَمَحَـتْ للحيـاةِ النُّـفـوسُ=فـلا بُـدَّ أنْ يستجيـبَ الـقَـدَرْ أبو القاسم الشابي شاعر الخضراء تونس
دمتم بكل خير |
||
07-07-2009, 11:02 PM | رقم المشاركة : 2 | ||
|
رد: اذا الشعب يوماً اراد الحياة ...
اختيارموفق |
||
08-07-2009, 03:55 AM | رقم المشاركة : 3 | ||
|
رد: اذا الشعب يوماً اراد الحياة ...
تسلمين حوريه |
||
08-07-2009, 09:22 AM | رقم المشاركة : 4 | ||
|
رد: اذا الشعب يوماً اراد الحياة ...
الأكيد |
||
08-07-2009, 09:23 AM | رقم المشاركة : 5 | ||
|
رد: اذا الشعب يوماً اراد الحياة ...
نفحات حساسه |
||
08-07-2009, 09:43 AM | رقم المشاركة : 6 | ||
|
رد: اذا الشعب يوماً اراد الحياة ...
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ =(مِنْ) صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر |
||
27-07-2009, 01:12 AM | رقم المشاركة : 7 | ||
|
رد: اذا الشعب يوماً اراد الحياة ...
حورية |
||
27-07-2009, 01:15 PM | رقم المشاركة : 8 | ||
|
رد: اذا الشعب يوماً اراد الحياة ...
حوريه |
||
27-07-2009, 01:21 PM | رقم المشاركة : 9 | ||
|
رد: اذا الشعب يوماً اراد الحياة ...
حورية قصيدة من عيون الشعر العربي |
||
27-07-2009, 09:36 PM | رقم المشاركة : 10 | ||
|
رد: اذا الشعب يوماً اراد الحياة ...
بسم الله ا لرحمن الرحيم |
||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رسالة من الرئيس العراقى صدام حسين الى الشعب العراقى | النمرة | المواضيع العامة | 15 | 16-12-2010 06:50 AM |
لماذا فرض الحجاب ............ من 3 اجزاء....الجزء الاول | عصام عبد الحميد | العقيدة والحياة | 15 | 16-12-2010 06:50 AM |
الحجاب إيمان طهارة تقوى حياء عفة | الــذاهبه | العقيدة والحياة | 17 | 15-12-2010 11:58 AM |
علمتني الحياة | شمس القحطاني | منقول الأدب العربي | 17 | 15-12-2010 11:58 AM |