بينما وانا اتجول فى احد المنتديات الغناء بالاقلام المميزة .. التى كلما زرتها سبح فى الخيال اميال واميال
استوقفنى تحليل واعراب احد القصائد الغنائية للشاعرة سعاد بقلم لكاتب مميز
الاستاذ : محمد الفيفى
كم جميلا لو بقينا اصدقاء
كم جميلا لو بقينا اصدقاء
ان كل امرأة تحتاج تحتاج الى كف صديق
كن صديقي...كن صديقي...كن صديقي
هواياتي صغيرة واهتماماتي صغيرة
وطموحي ان امشي ساعات معك تحت المطر
عندما يسكنني الحزن ويبكيني الوتر
فلماذا تهتم بشكلي ولا تدرك عقلي؟؟
كن صديقي....كن صديقي...كن صديقي
انا محتاجة جدا لميناء سلام
وانا متعبة ..انا متعبة من قصص العاشقين واخبار الغرام
فتكلم ...تكلم.. تكلم ..تكلم
لماذا تنسى حين تلقاني نصف الكلام؟؟
ولماذا تهتم بشكلي ولا تدرك عقلي؟؟
كن صديقي...كن صديقي...كن صديقي
ليس في الامر انتقاص للرجولة
غير ان الشرقي لا.. لا يرضى بدور...غير ادوار البطولة
.....................
كم جميل لو بقينا أصدقاء" .. كمْ .. " اسم ناقص مبهم مبني على السكون .. وقد يأتي إستفهام وقد يأتي خبراً ..
وشاعرتنا وضعته موضع الخبر .. " كم جميل لو بقينا .. " جميل .. من الجمال وهوالحُسن فاالجميل هو الشيئ الحسن .. ضد القبيح .. " لو " حرف شرط يفيد إمتناع الجواب لإمتناع الشرط . وقد نلمس هنا بدايه جميله تحتاج منا الإنصات والتأمل
الدكتوره سعاد ترى بأنها لو تحقق غايه أصدق " لو بقينا " وكلمة بقينا تدل علىان هناك بدايه للشيء وتطالب بالدوام ، ولكن في محور الصداقه .. فاالبقاء يدل على الدوام والإستمراريه .. " اصدقاء .. " مفردها صديق للمذكروصديقه للمؤنث وأصدقاء جمع ، والصداقه من الصدق .. والصدق ضد الكذب .. إذاًهي علاقه ساميه لإنتمائها إلى الصدق .. وهذا يعطينا إشاره إلى ان الشاعره تطالب بعلاقه خاليه من التزوير والتلميع تسلك في مسار المنطق
إن كل إمرأه تحتاج إلى كف صديق
" إن " من أدوات التوكيد وتفيد التوكيد .. " كل " تعني الشموليه بدون إستثناء .. " أمرأه تحتاج إلى كف " الكف هو كف اليد إختارته الشاعره كنايه للأخذ باليد . بمعنى أخر تحتاج من يشاطرها الراي ويرسم معها أبعاد الطريق " صديق " هنا ذكرت المعنى وحددت نوع لعلاقه المفقوده أو المتوقفه عن الدوام " بقينا " وهنا يكمن جمال سعاد الصباح في هذا التجديد غير المحدث في المبادئ والقيم .... فكونها أختارت لفظ .. تحتاج .. فقد نلمس المنطق وعقلانيه الشاعره .. " كل إمرأه .. تحتاج إلى رجل صادق يأخذ بيدها .. وفي هذا المطلب إنتماء إلى القوامه .. والقوام تكليف وليس تشريف .. فقد تكون هيا الصداقه المفهومه في هذا الزمن ونحن لننتجاوز حدود الشاعره ونسبق الحدث فقد نكون مع .. أو ضد هذا الطلب المصرح به .. حيث ما تصفه شاعرتنا .
كُن صديقي ..
هكذا اعلنتها بجمله صغيره صريحة العباره .. " كُن " من كان ولكن هي في صيغة أمر .. فاالشاعره تطالب هذا المخاطب بأن يحدث ويوقع الصداقه .. فاالجمله في قالب دعوه .. فهي بطاقه تقدمها لمن تخاطب . " كن صديقي .. "
هواياتي صغيره
" هواياتي " جمع هوايه .. والهوايه هي الميول إلى الشيء وممارسته فعلاً " صغيره " تقديراً للحجم .. وهنا نتوقف في محطه غامضه أحدثتها الشاعره لاننا لم نتعرف على نوعية هذه الهوايات وقد يكون حقاً من حقوقها هذا التكتم ..ولكن نحن نريد معرفة علاقه هذه الهوايات بمطلبها الأساسي .. " كن صديقي "
وهتماماتي صغيره ..
الأهتمام .. هو الأغتمام .. والأهتمامات جمع الشيء المهم .. والمهم الأمر الشديد .. إذاً اهتمامات الشاعره جمله تعني جمع أمورها الشديده هذا انصح لنا التعبير .. " صغيره .. " قرنتها بالهوايات من حيث الحجم
وطموحي ان أمشي ساعات معك
" وطموحي " طمح بصره إلى الشيء .. إرتفع .. وكل مرتفع طامح .. إذاً طموحي من الإرتقاء فاالشاعره ترتقي إلى اين ؟ !
إن أمشي ساعات معك " وهنا جمال المرأه في تواضعها ان تكون المصحوبه " أمشي معك " ولم تقل .. تمشي معي .. فهذه الصحبه ترتقي سعاد .. لو توقفت عند هذا الخبر وجعلت طموحها انتمشي معه في كل الإتجاهات والأزمان .. قد تكون أبلغ لإنتماء هذا الطموح إلى عالم الكل المفتوح .. ولكن لعل للشاعرتنا فلسفه أجمل من هذه التصور وابعد منه ..
تحت المطر ..إختارت الموقع .. ولكن لماذا هذا المكان والزمان بالذات .. فاالمطر يتساقط من السماء .. لتحتضنه الأرض .. وماذا تقدم هذه الأرض مكافئه لهذا التواضع .. تنبت زهراً وتكتسي جمالاً بديعاً ..فهل أرادت الدكتوره سعاد أن تحققهذه المعادله الجميله ..
وكأنها أرادت أن تصفه بالمطر .. في صداقته .. " صديقي .. " وارادت ان تكون هيَ ذاك الشيء الجميل عندما يمطرها بصدقه حواراً يخاطب العقل ويحترم التفكير .. ولكن هل هي تعيش حاله قحط فكري وفي حاجه لهذا المطر املأنها المرأه بعقلها لا بشكلها تريد أن تسكن إهتمامات هذا الرجل بعيداً عن العواطف في زاويه ، هي ابلغ واصدق .. ( الفكر ) .. فقد قالت
عندما يسكنني الحزن
ويُبْكِينْي الوتر .
" عند " من ظروف الزمان والمكان .. ما.. من حروف الشرط وتدل على غير العاقل .. يسكنني .. من المسكن .. وهو المنزل أو البيت .. يسكنني تعني يستقر أو يستوطن في الشاعره " الحزن " ندرك ان الذي يستقر هو حاله حسيه .. إذاًهو في الشعور فأستيطان هذا الحزن في شعور سعاد ..والحزن .. ضدالسرور .. فمن البديهي ان تكون نتيجه هذا الإستيطان هو البكاء .. لذا قالت " يُبكيني .. " ..الوتر وهو وتر القوس والقوس هو مايعرف بالعزف على الربابه لإثاره الشجن والحزن .. وفي هذا تحقيق جميل رائع .. فكأنها أرادت ان تصف شعورها بألة الربابه ، وردت الفعل الموجعه كاالوتر العازف لتصرخ في كل جوارحها بهذا الحزن الساكن فيوجدان شاعريتها.. ..
وفي هذه المعادله الجميله نعود إلى ان نؤكد بأن الشاعره تريد ان ترتقي مع هذا
الصديق " طموحي " .. إلى ما يغسل هذا الحزن ويقتل هذا البكاء .. لتستبدل هذا الشح المقفر .. بثوب وردي جميل بجمال الطبيعه فاأَزحام الموجع يجعلها تشعر بالحاجه لكف صديق .. لذا قالت
كن صديقي .
ثم انطلقت بنا في تصريحٍ بلغه أشد لهجه واكثر وضوح وكأنها أرادت أن تعترف لهذا المتجاهل أو المتعالي بحقيقه هي تدركها ..
أنا محتاجه جداً
" أنا محتاجه .. " هي الشاعره أو المتحدثه .. وهذا التصريح كفيل بإعادة النظرفما بالك في اعقاب هذه الحاجه بكلمه تؤّكد التأمل - " جداً .. " فوق مفهوم الحاجه إلى درجه الأحوّج .. فاالحاجه أبلغ من الحب واعنف سطوه وكأن الشاعره أرادت أن توقظ هذا المخاطب من غفوته لعله ان يستوعب خطورة الموقف ويقبل الصداقه .. فهي محتاجه ولكن لماذا ..؟!
لميناء سلام
هاهي تعلن حاجتها بكل برأه بعيداً عن الشك والتأويل " الميناء .. " هو مرفاء السفن .. نفهم بان الشاعره تعيش في حالة إبحار ولك ان تتصور البحر بموجه الثائر ووحشة الغرق والعزله المميته .. شاعرتنا تبحث عن شاطئ تستقر فيه .. ولكن هل تقبل بأي ميناء يستقبلها ليقتل وحشه البحر .. لا .. بل شرطت هذا الميناء .. بالسلام .. " قالت .. ميناء سلام .. " فهي لاتبحث عن النجاه فقط .. بل تبحث عن النجاه في مرفاء الأمان .
أنا متعبه..إعتراف أخر يجعلنا نشعر بالتعاطف مع وحُده هذه الشاعره المتوهجه بوحشه التجاهل .. فهي تشتكي بحسره .. ولكن أين يكمن هذا التعب .. قد يعيدنا إلى " هواياتي وإهتماماتي صغيره " فهي في حاجه لمن يعمل على هذه الهوايات والإهتمامات .
من قصص العشق واخبار الغرام
وهنا تفصخ عقد التهمه وتتطهر من نظرة الدنس.
"من قصص " ارادت الجمع فقالت قصص جمع قصه فهي تشعر بالعيا من هذه القصص المتكرره وهذا الجمع تحقق منه الكثره .. " العشق " .. درجه عنيفه من درجات الحب المبرر بسبب .. وهذه القصص ارهقت شاعرتنا وملت تكرارها .. " واخبار الغرام .. " اخبار ومفردها
خبر .. وهو ماينقله مجهول بمعلوم .. " الغرام " مشتق من العذاب .. تدل على تسلط الحب .. وشاعرتنا تود انتتجاوز هذه المواجع بعقليه تحتوي على الصدق .. " صديقي " فهي لم تعد بحاجهٍ لمن يرضي غرورها غزلاً ... بل هي أحوج لمن يحترم عقلها .. فتكلم ..هي لا تزال تخاطب ذاك اراكد تحت علاقه بارده في مصداقيتها .. وكأن سعاد تمقت ان تكون المرأه محفل للعشق والغرام فقط .. وتمارس معها إنتهاك حرية التمتع بألإدرك وها هي توجه السؤال الغريب .
لماذا تنسى حين تلقاني نصف الكلام؟ ! سعاد ارادت ان تخبرنا بأخبارها للمخاطب بانه لا يشبع فضولها بالحوار .. واختيارالشاعره لكلمة " تنسى .. " دليل على ان التجاهل ليس مفتعل بل هو غريزه أو طبيعه .. فهي لم تقل تتناسى بمعنى تفتعل .. ولكن قالت تنسى ، وهذا تاكيد على طبيعه الموقف " حين .. " تقرير للزمان .. " نصف الكلام .. " في هذا تمثيل للكم المحذوف من المطلوب تحقيقه .. " فتكلم "
ولماذا تهتم بشكلي .. ؟؟
سؤال اخر .. وكانها ارادت ان تؤكد لنا نصف الكلام أو بعض النصف الدائر في الحوار بأنه في دائره الشكل .. وهنا تعيدنا الشاعره إلى .. أنا متعبه من قصص العشق وأخبار الغرام ..
فهي ترفض ان تكون محاصرة بهذه الجمل الغزليه .. وتحذف كلمات هي أحوج لها منكل هذا التغزل .. وتؤكد ذلك في قولها ..
ولا تدرك عقلي ..
" الإدراك " الحوق بالشيء .. وكأن الشاعره ارادت أن تؤكد سبقها لذاك المتأخر عن الركب .. وأي ركب .. اكدته في العقل .. إذاً تقدم سعاد .. هو في التفكير والمفهوم .. فالمخاطب مشغول بالشكل ، والنصف الأخر وهو العقل لا يعيره إهتمامه .. بل ينساه عندما يكون الحوار ... وهي ترفض هذا التجاهل أو بالأصح هو الجهل .. لقولها .. " تنسى نصف الكلام .. " وتصر قائله ..
كن صديقي ..
ليس في الأمر إنتقاص للرجوله ..
" ليس " نفي .. فالشاعرهتنفي ان يكون في الأمر .. وأي أمر هو ان يكون صديقاً لها ... وهذا ليسفيه انتقاص لرجوله .. والإنتقاص .. هو الإقلال ( نقص الشيء بمعنى قل ) للرجوله .. الرجوله من الرجل .. والرجل ضد المرأه والرجوله تعني التجويد .. أيا لتمسك بالتميز عن الضد .. ( المرأه ) وفي هذا التمسك تكتمل الصوره مظهراً ومخبر .. والشاعره لاترى في هذا الصداقه إقلال لهذا التميز .
غير ان الشرقي .. لا يرضى بدور ..
غير أدوار البطوله ..
" غير " إستثناء .. " الشرقي ، قصد بها الرجل الشرقي .. " وتحديد الشرقي حدد بالموقع الجغرافي على الكره الأرضيه .. وقد يكاد هذا التحديد ينحصر في الرجل المسلم وبذات العربي ..
"لا يرضى " .. لا نافيه .. يرضى يقبل .. " بدور .. " الدور هو رمز المكانه أو بمعنى اخر الوظيفه التي يشغلها الرجلفي حياته .. والحديث يدور على الرجل الشرقي غير " أدوار " إستثناء اخر للوظائف القائم عليها هذا الرجل .. البطوله " البطوله " بمعنى الدورالأبرز والدور القيادي .. ومن هنا نكتشف بأن المخاطب هو رجل شرقي ..
ونحن نقول للدكتوره سعاد .. لا تزعجنا هذه التهمه كرجال شرقيون .. بل نعترف بها وتعتز بشغر هذه الوظيفه .. ولكن نقف مع الدكتوره ونقول هناك خلل في المفهوم ..
فالبطوله دورنا المرضي والمنشود ولكن هذا الدور لا يلغي عقل المرأه بل هو خير من يدرك عقلها ..
فنحن من يستقي جمال بطولاته من تاريخه الموُروث الراسخ في ايات قرأنيه وأحاديث شريفه ..فمن القران .. بأن الله سبحانه وتعالى .. ضرب مثل للذين أمنواوالذين كفروا .. بأمرأه وهذا يعطينا دليل على قوة شخصيه المرأه وحريه رايها فيالإسلام .. لذا وجب علينا ان ندرك عقل المرأه .. وعلينا ان نتأمل السيده عائشه رضي الله عنها .. فقد روت معظم الأحدايث وصُدِقت وعمل برواياتـها وهذا يكفينا تصديقاً لعقل المرأه وقناعتنا بقدرتها على الحوار والقرار ..
فالبطوله في ان نطبق هذه التعاليم ونؤمن بها لا اننتعسف وتعود إلى الجاهليه تحت مظله التجهيل .. .. لذا نتفق بأن الزوج صديق لزوجته والاب صديق لبنته والابن صديق لأمه والاخ صديق لاخته فلا عار ان تصرخ المرأه بهذا النداء .. " كن صديقي