العودة   منتديات الفطاحله > منتديات الأدب العربي/يمنع الفيديو > منتدى الشعر والخواطر بالفصيح

منتدى الشعر والخواطر بالفصيح يمنع نشر ماليس فصيحا هنا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 13-03-2009, 11:13 PM   رقم المشاركة : 1
هنوف الجوف
كاتبه أدبيه
 الصورة الرمزية هنوف الجوف





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :هنوف الجوف غير متواجد حالياً

 

افتراضي هنــ((السعادة المملة ))ــوف





بـــدا له الليـــل طويلاً لا نهايــة له في فراشـــه ... النوم جافـــاه ... والســـاعات تمر



بطيئــــة ثقيــلة ممله إلى درجة الوجع ... تتصارع الأفكــار في ذهنــه ولا سبيــــل له إلى



طردها .. تقلب يمنـــه ويســرة ... المــلاءات الحريرية التي تغطيـــه أحسهـــا



أشواكـــاً تــؤلم بوخزها كل خليــــة عصبيـــة في كيانه ... وتحوله لكتلة من التوتر



والغضــــــــب ... وضـــع يديـــه تحت رأســـــه وفــتــح عينيــــه على وسعهـــــا ... الضــــوء



الخـــافت الذي ينيــــر الغرفة جعل للأشيـــاء فيهــــا مظهراً مختلفـــــــاً ... أحس أن



كل مـــا حوله يحدق فيه يحنــق وكأنه قد عرف دخيلة نفســــه ... يئـــــــس مــن أن يجـــد



النـــــوم لعينيــــــــه سبيلاً ... فنهض غــاضبــاً ... ضرب الأرض بقدميه وهو يقـــف ... تناول



علبــــة السيجـــار الفاخــر من على طاولة صغيرة بجـــانب ســـريره ...



في الركن القصي من الغرفـــة ثمـــة كرسي هزاز ... جلل باالســواد إلى حد مــا شعـــر أن ذلكـ



الســـواد يريحـــه ... توجه إليــه ... وألقى بجســـده المنهـــك عليــه أشعــل سيجـــاراً .. حاول



أن يسترخي ... من بيــن سحــب الدخـــان ألقى نظرة خاطفة عليهـــا ...كانت تنــام في سريـــرها



نومـــاً عميقـــاً هــادئـــاً كالأطفــال .. أرخى ذراعه والسيجـــار مـــــا زال فيها على يـــد



المقعــد .. رغم عنــه بدأ يتأملهــا ... هالة نورانية من الجمـــال والطيبـــة الملائكيـــه تحيـــط



بها ... إحســــاس مخملي بالأمــان والطمأنينة يتــردد مع أنفاسها ... ولعل هذا أكبــر سبب



لقلقه وتوتـــره ... لمـــاذا تحبــه وتثق به ... لماذا لا تبصر ذلك الوحش الســاكن في أعمــاقه ...



أعاد ظهره للوراء ... غاص في لجة الذكريـــات .. تتابعت الصور في مخيلته .. كم أحبهاااا ..



كان سيجن تمامــاً لو لم يتزوجهــا ...لقد كان يحسد نفسه أحيـــانا على عمق السعاده التي



يحياها ... وجد فيهـــا الحبيبه .. الصديقـــة .. الأم ... الأخت .. كان يجدها دائمــا



حوله ... كاالحمامة البيضـــــــاء تنشـــر ألوان الفـــرح والدهشــــة والعفويـــة في كل مكان



تحلق فيه ... كــم مــلأ عينيــــه بجمالهــا الأخاذ .. وسبح في بحر عينيها هائما مبهوراً .. كم



أسعدته بخفة ظلها وجمال روحها .. وحسن رعايتهـــا له .. لقد أحبته هي الأخرى



بكل مايعنيه الحب .. أحبته حتى صهرت ذاتها في كيانه .. فكـــان هو عينهــــــا التي تبصر



بهــا .. وأذنهــا التي تسمع بها .. ولسانها الذي تتحدث بـــه .. وقلبهــــا الذي ينبــــض بحبه



وعشقه الأبدي .. أعطتــــه فوق حدود العطـــاء .. ضحـــت من أجلــه بالكثيـــر



وهي سعيــــدة .. لم يكن يزعجهـــا أبدا أن تفقد أشيـــاء تحبهـــا ما دام ذلك يرضيــــه .. لقد كانت



هناءته ورضاه غايـــة ما تصبـــوا إليـــه .. غمرته بكل شئ رائــــع .. حاصرته باهتمـــامهـــا ..



ولهفتهـــــا حتى اختنق .. اختنق من الكمــال الذي يحيـــط به .. أخذ يبحث عن فجــــوة فيهـــا



خلل مــــا .. ثغرة تدخل منهـــا أي مشكلــــة .. لعله يتنفس من خلالها .. فلم يجـــد .. استيقظ



الوحش المتمرد في صورة ضـــاق بقيوده الذهبية .. عذبه الملل .. لم يعد أي شئ فيهــــا



ومنهـــا يريحــــه .. وجههـــا الذي كان لا يطيـــق عن رؤيته صبرا أصبح بنظره قبيحا منفرا ..



رغم ان أي شئ فيه لم يتغيــر .. نظراتها التي طالما غمرته بالدفء والحنان صارت



بالنسبة له سياطا لاسعه تمـــزق كل جارحة فيه .. أضحت حيـــاته معهــا كابوسا مخيفا يجثم



على صدره ويضيق عليه الخناق كل يوم أكــــــــثر فــــأكـــــــــــثر..........




عاد لسيــجاره الفخـــم ... وجده قد صار كتلة طويلــــــــــة متصلـــة مـــن الرمـــاد ... كتلــــة



يخيـــل للناظر إليهــــا أنهــا متماسكة بإحكام ولكنهـــا في الحقيقه مختلفة الروابط مــن الداخل ..



تملؤها تجاويف خفية .. هزها بأصابعــه هزة خفيفه فتناثـــر الرمـــاد في كل اتجــاه .. بهدوء



وخفـــة دون صوت أو ضجيــج ... تهاوى ذلك الرمـــاد في الظلام حتى تلاشــــــــــى وضــــاع ...



ذكره ذلك المشهـــد بحيـــاته معهــا ... حاول أن يقنع نفســــــــــــه ... هكـــذا يجــب أن



تنتهـــي .. بهدوء و دون ضجيــج وإن استمرت فستكون دائمــا على حافة الانهيــار ... أضعف



هزة تقضــي عليـــــــــها ....




همس لنفسه بصوت يكـــاد يكـــون مســــموعا .. ولم لا ... ماالمــانع مــا دام لدي مــن



الأمــوال ما يكفي لإعاشــة عشـــرين أسرة ويزيـــــد ... لماذا لاتكـــون لي زوجة ثانية وربمــا



ثالثة ورابعــة ... فأنتقل بينهن كما تنتقل الفراشـــة بين الزهـــور ... فإن مللـــــت من هذه فلن



أمــل مــن الأخرى ... وإن جادلتني الأخرى فسوف تريحـــــــــني تلك ... نبهـــه من غمـــرة



أفكاره ضــــــوء فضـــي خافت ينبعــث من شاشة هاتفه الجوال ... كان الهـــاتف بجوار



سريره ... ســـار على أطراف أصابعـــه قرأ (( الرسائل الوارده )) .. تهللت أســاريـــره ..



وابتســــامة واســـــعة مـــلأت وجهه ... مشى بهدوء متجهـــا نحو بـــاب الغرفة ليـــخرج ..



فجــأة .. صوت زوجتــــه ... مــابك يــــا حبيبي ؟؟ سلامتــك لمـــاذا لم تنم ؟؟ .. التفـت



مـذعوراً .. كــانت قد استوت جالســـة في ســريرها .. أجـــاب بجفــــاء .. لقــــد أخـــذت كفـــايتي



من النــــوم ولدي بعــــض الأعمــــال المتـــراكمـــة وسأحـــاول أن أنجــزهــا .....




مشت نحوه .. سوف آتي معــك يا حبيبي لأعــد لك مشـــروبا ساخنــــاً ريثمـــا يطلع



الفجـــر ... صرخ بهـــا غاضبـــاً ... عودي لفراشك لقد تراجعـــت ... لن أخــرج مــن الغرفة



ولن أنهي أعمـــالي ... فــقــط دعيني وشــأني ... لوهلة خاطفــة امتلأت عيناهــــا بالحــــزن



والحيـــرة ... ولكــــن ســـرعان مـــا تبــدل ذلك بنظــرة جــامدة خاليـــة مــن أي تعبيـــــــــر ..



همست بهدوء كمـــا تشـــاء يـــا عزيزي وكم يؤسفني أنني أغضبتك .. عادت لفراشهـــا وعاد



هو للكرسي الهــــــــزاز .. فتح الرســـاله .. (( حبيبي لم أستطــع النــوم .. منذ أن



وضعــت سماعة الهـــــــاتف في المســـاء وأنــا أنتظر المكالمـــة القـــادمة على أحر من



الجمــر .. شوقي وحنيني إليــك )) ..




سعـــادة عظيــمة غمــرت كيانه .. اتسعـــت ابتســامته .. كتب لهـــا .. (( كلها أيـــام ونلتقي تحت



سقــف واحد .. وحينها .. لن يعذبنا البعـــدوالفــراق .. وكمـــا تعلميــــن فقد طبعـــت بطاقات



الدعوة وحجزت قاعة الأفراح ..وكل شئ يسير على مــايرام )) ..



ردت عليــه ..(( وزوجتك .. ماذا عنهـــا .. ألن تخبرها حتى تحدد مصيـــرها معك منذ الآن )) ؟؟




عاد ليكتب لها .. (( دعكِ من هذه الســاذجة عندما تعلم بعد أن يتم كل شئ << هـــذا إن



علمــت **** فسوف أكون أنــا صاحب القرار في مصيــرها ... وصدقيني سوف ترضخ وتبقى



بجانب أطفالها لتنتظــر عودتي ولو بعد خمسيـــن عاماً .. اطمئني .. لقد عملت حساب



كل شئ بدقة متناهيــــــــــة )) ...




ولم يكن يعلم أن مالم يعمل حســـابه أنه لو أصغى سمعه قليـــــــــــــــلاً لسمـــع صوت نشــج



زوجتـــه المكتـــوم وهي تعض على الشراشف بنواجذها لتكتم عنـــه صوت بكائهـــا ... وقد



غــرق شعـــرها ووسادتهـــا في بحر الدمـــوع .. وما لم يخطــر له على بال



أنه لـــو فتــح دولاب الملابس لوجد حقيبة ملابس امتلات عن آخــرها وفوقهـــا إحدى بطاقات



دعوة زواجه وقد كتبت عليـــها بقلم أسود كسواد أيام قضتها معه .. (( زوجي العزيز .. سوف



أخرج من حيـــاتك إلى الأبــــد .. لاأريـــد المـــال ولا الأولاد أريــــــــــد



شيئا واحدا .. الطــــــــــــــــــــــــلاق )) ثم توقيعهـــا وتحته تاريـــخ يوم زفافه ..





انتهت قصة السعادة الممــــــــــــله 000

كتبتها :- هنوف الجوف






توقيع هنوف الجوف
 
  رد مع اقتباس
قديم 14-03-2009, 01:02 AM   رقم المشاركة : 2
عالي مستواها
عضو شرف
 الصورة الرمزية عالي مستواها





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :عالي مستواها غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: هنــ((السعادة المملة ))ــوف


هنوف الجوووف،،،


بصدق نزف قلمك له نكهه خاصه وتميز لامثيل له ولا يمل منه،،،


لله درررررررررك على هذا الإبد1111ع ،،،


قصه لقلب طاهر وقلب خائن،،،


تسكبين الحرف بفن ،،،

رائعه تمتد حتى اخر نزفك !!

سنظل ننتظر ونطمح للمزيد من كلماتك ،،

لك تقديري واحترامي،،،


دمتِ مبدعه كما أنتِ،،،







توقيع عالي مستواها
 

،،لاإله إلا الله ..أجمل العبارات إن ضاقت الكربات ،،و زادت الآهات واشتدت الأزمات ،،
فاللهم ارزقنا نطقها عند الحاجات ونجنا بها بعد الممات
  رد مع اقتباس
قديم 14-03-2009, 01:18 AM   رقم المشاركة : 3
ابومياس
محمد الشمري/شاعر/عضو شرف
 الصورة الرمزية ابومياس






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :ابومياس غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: هنــ((السعادة المملة ))ــوف


قصة جميلة وصور فاخرة

حوت هذا النص

شكرا لك اختي الكريمة

دمتي بخير







توقيع ابومياس
  رد مع اقتباس
قديم 14-03-2009, 02:21 AM   رقم المشاركة : 4
زهرة اللوتس
عضو شرف
 الصورة الرمزية زهرة اللوتس






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :زهرة اللوتس غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: هنــ((السعادة المملة ))ــوف


هنوف الجوف
بوح راقي
وفيض من المشاعر الرقيقة
تسلم ايدك وفكرك
تحياتي







توقيع زهرة اللوتس
 
  رد مع اقتباس
قديم 14-03-2009, 08:49 AM   رقم المشاركة : 5
الطامي
منصور المري/شاعر/نائب المشرف العام
 الصورة الرمزية الطامي





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :الطامي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: هنــ((السعادة المملة ))ــوف


هنوف الجوف
ابداع في ابداع
بوح القلب ومتابة الأنامل هي اللتي تخاطب القلوب اختي
لاهنتي
ووفقك الله الى الخير دائما







توقيع الطامي
 
ماتعودنا على خضع الجماهي=غير للي خالق انسه وجِنه
الفعول اخير من حكي الفكاهي=وكل رجال بفعله فاح بِنه
  رد مع اقتباس
قديم 14-03-2009, 09:58 AM   رقم المشاركة : 6
إبتهال الجنوب
كاتبه أدبيه
 الصورة الرمزية إبتهال الجنوب





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :إبتهال الجنوب غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: هنــ((السعادة المملة ))ــوف


بسم الله الرحمن الرحيم

هنوف الجوف

تابعت بدقة عالية كلماتك وإحكام وصفك

المتناهي و روعة التصوير والتشبيه والإفاضة

التي تخدم الحدث دون ملل ..

ولكن هناك شيئ لم أتقبله من بطلة قصتك القصيرة الجميلة

{ أخرج من حيـــاتك إلى الأبــــد .. لاأريـــد المـــال ولا الأولاد أريــــــــــد شيئا واحدا .. الطلاق }

كأم لم أتقبله حتى كسطور وكلمات منثورة من شخصية في سرد قصصي

فالأم تهجر الدنيا بمالها وكل مباهجها والناس والعالم أجمعين وحتى ذاتها

.. إلا أولادهـــــــا .. إلا أولادهـــــــا .. ولكن قد يكون من ذبحة الألم مجرد كلمات ..

سعدت في بحر سردك اللجي ..

فشكرا لك

تحيتي و مودتي







توقيع إبتهال الجنوب
 
  رد مع اقتباس
قديم 14-03-2009, 02:25 PM   رقم المشاركة : 7
جلال ابراهيم الصبيح
عضو شرف
 الصورة الرمزية جلال ابراهيم الصبيح







معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :جلال ابراهيم الصبيح غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: هنــ((السعادة المملة ))ــوف


ولم يكن يعلم أن مالم يعمل حســـابه أنه لو أصغى سمعه قليـــــــــــــــلاً لسمـــع صوت نشــج



زوجتـــه المكتـــوم وهي تعض على الشراشف بنواجذها لتكتم عنـــه صوت بكائهـــا ... وقد



غــرق شعـــرها ووسادتهـــا في بحر الدمـــوع .. وما لم يخطــر له على بال



أنه لـــو فتــح دولاب الملابس لوجد حقيبة ملابس امتلات عن آخــرها وفوقهـــا إحدى بطاقات



دعوة زواجه وقد كتبت عليـــها بقلم أسود كسواد أيام قضتها معه .. (( زوجي العزيز .. سوف



أخرج من حيـــاتك إلى الأبــــد .. لاأريـــد المـــال ولا الأولاد أريــــــــــد



شيئا واحدا .. الطــــــــــــــــــــــــلاق )) ثم توقيعهـــا وتحته تاريـــخ يوم زفافه ..





الله الله الله عليك يا أخت (هنوف) راااااااااااااااااائعة جدا هذه المشاهد الجميلة....

قصة مبهرة متألقة ولقد أعجبني هذا المقطع واستوقفني....لما يحمله من معان

و مشاعر حزينة ومؤلمة.....فعلا أنت راااائعة....فعلا أنت متألقة.....فعلا أنت مبدعة

سيدتي.....كل كلماتي لا تستطيع أن تصف مدى روعة حروفك ومدى إعجابي

بكتاباتك.....دمت بخير.


عاشق دمشق







توقيع جلال ابراهيم الصبيح
 
  رد مع اقتباس
قديم 15-03-2009, 08:08 AM   رقم المشاركة : 8
عرق الماس
مُنيَه عرقسوسي/وردة الفطاحله
 الصورة الرمزية عرق الماس







معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :عرق الماس غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: هنــ((السعادة المملة ))ــوف


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هنوف الجوف مشاهدة المشاركة



بـــدا له الليـــل طويلاً لا نهايــة له في فراشـــه ... النوم جافـــاه ... والســـاعات تمر



بطيئــــة ثقيــلة ممله إلى درجة الوجع ... تتصارع الأفكــار في ذهنــه ولا سبيــــل له إلى



طردها .. تقلب يمنـــه ويســرة ... المــلاءات الحريرية التي تغطيـــه أحسهـــا



أشواكـــاً تــؤلم بوخزها كل خليــــة عصبيـــة في كيانه ... وتحوله لكتلة من التوتر



والغضــــــــب ... وضـــع يديـــه تحت رأســـــه وفــتــح عينيــــه على وسعهـــــا ... الضــــوء



الخـــافت الذي ينيــــر الغرفة جعل للأشيـــاء فيهــــا مظهراً مختلفـــــــاً ... أحس أن



كل مـــا حوله يحدق فيه يحنــق وكأنه قد عرف دخيلة نفســــه ... يئـــــــس مــن أن يجـــد



النـــــوم لعينيــــــــه سبيلاً ... فنهض غــاضبــاً ... ضرب الأرض بقدميه وهو يقـــف ... تناول



علبــــة السيجـــار الفاخــر من على طاولة صغيرة بجـــانب ســـريره ...



في الركن القصي من الغرفـــة ثمـــة كرسي هزاز ... جلل باالســواد إلى حد مــا شعـــر أن ذلكـ



الســـواد يريحـــه ... توجه إليــه ... وألقى بجســـده المنهـــك عليــه أشعــل سيجـــاراً .. حاول



أن يسترخي ... من بيــن سحــب الدخـــان ألقى نظرة خاطفة عليهـــا ...كانت تنــام في سريـــرها



نومـــاً عميقـــاً هــادئـــاً كالأطفــال .. أرخى ذراعه والسيجـــار مـــــا زال فيها على يـــد



المقعــد .. رغم عنــه بدأ يتأملهــا ... هالة نورانية من الجمـــال والطيبـــة الملائكيـــه تحيـــط



بها ... إحســــاس مخملي بالأمــان والطمأنينة يتــردد مع أنفاسها ... ولعل هذا أكبــر سبب



لقلقه وتوتـــره ... لمـــاذا تحبــه وتثق به ... لماذا لا تبصر ذلك الوحش الســاكن في أعمــاقه ...



أعاد ظهره للوراء ... غاص في لجة الذكريـــات .. تتابعت الصور في مخيلته .. كم أحبهاااا ..



كان سيجن تمامــاً لو لم يتزوجهــا ...لقد كان يحسد نفسه أحيـــانا على عمق السعاده التي



يحياها ... وجد فيهـــا الحبيبه .. الصديقـــة .. الأم ... الأخت .. كان يجدها دائمــا



حوله ... كاالحمامة البيضـــــــاء تنشـــر ألوان الفـــرح والدهشــــة والعفويـــة في كل مكان



تحلق فيه ... كــم مــلأ عينيــــه بجمالهــا الأخاذ .. وسبح في بحر عينيها هائما مبهوراً .. كم



أسعدته بخفة ظلها وجمال روحها .. وحسن رعايتهـــا له .. لقد أحبته هي الأخرى



بكل مايعنيه الحب .. أحبته حتى صهرت ذاتها في كيانه .. فكـــان هو عينهــــــا التي تبصر



بهــا .. وأذنهــا التي تسمع بها .. ولسانها الذي تتحدث بـــه .. وقلبهــــا الذي ينبــــض بحبه



وعشقه الأبدي .. أعطتــــه فوق حدود العطـــاء .. ضحـــت من أجلــه بالكثيـــر



وهي سعيــــدة .. لم يكن يزعجهـــا أبدا أن تفقد أشيـــاء تحبهـــا ما دام ذلك يرضيــــه .. لقد كانت



هناءته ورضاه غايـــة ما تصبـــوا إليـــه .. غمرته بكل شئ رائــــع .. حاصرته باهتمـــامهـــا ..



ولهفتهـــــا حتى اختنق .. اختنق من الكمــال الذي يحيـــط به .. أخذ يبحث عن فجــــوة فيهـــا



خلل مــــا .. ثغرة تدخل منهـــا أي مشكلــــة .. لعله يتنفس من خلالها .. فلم يجـــد .. استيقظ



الوحش المتمرد في صورة ضـــاق بقيوده الذهبية .. عذبه الملل .. لم يعد أي شئ فيهــــا



ومنهـــا يريحــــه .. وجههـــا الذي كان لا يطيـــق عن رؤيته صبرا أصبح بنظره قبيحا منفرا ..



رغم ان أي شئ فيه لم يتغيــر .. نظراتها التي طالما غمرته بالدفء والحنان صارت



بالنسبة له سياطا لاسعه تمـــزق كل جارحة فيه .. أضحت حيـــاته معهــا كابوسا مخيفا يجثم



على صدره ويضيق عليه الخناق كل يوم أكــــــــثر فــــأكـــــــــــثر..........




عاد لسيــجاره الفخـــم ... وجده قد صار كتلة طويلــــــــــة متصلـــة مـــن الرمـــاد ... كتلــــة



يخيـــل للناظر إليهــــا أنهــا متماسكة بإحكام ولكنهـــا في الحقيقه مختلفة الروابط مــن الداخل ..



تملؤها تجاويف خفية .. هزها بأصابعــه هزة خفيفه فتناثـــر الرمـــاد في كل اتجــاه .. بهدوء



وخفـــة دون صوت أو ضجيــج ... تهاوى ذلك الرمـــاد في الظلام حتى تلاشــــــــــى وضــــاع ...



ذكره ذلك المشهـــد بحيـــاته معهــا ... حاول أن يقنع نفســــــــــــه ... هكـــذا يجــب أن



تنتهـــي .. بهدوء و دون ضجيــج وإن استمرت فستكون دائمــا على حافة الانهيــار ... أضعف



هزة تقضــي عليـــــــــها ....




همس لنفسه بصوت يكـــاد يكـــون مســــموعا .. ولم لا ... ماالمــانع مــا دام لدي مــن



الأمــوال ما يكفي لإعاشــة عشـــرين أسرة ويزيـــــد ... لماذا لاتكـــون لي زوجة ثانية وربمــا



ثالثة ورابعــة ... فأنتقل بينهن كما تنتقل الفراشـــة بين الزهـــور ... فإن مللـــــت من هذه فلن



أمــل مــن الأخرى ... وإن جادلتني الأخرى فسوف تريحـــــــــني تلك ... نبهـــه من غمـــرة



أفكاره ضــــــوء فضـــي خافت ينبعــث من شاشة هاتفه الجوال ... كان الهـــاتف بجوار



سريره ... ســـار على أطراف أصابعـــه قرأ (( الرسائل الوارده )) .. تهللت أســاريـــره ..



وابتســــامة واســـــعة مـــلأت وجهه ... مشى بهدوء متجهـــا نحو بـــاب الغرفة ليـــخرج ..



فجــأة .. صوت زوجتــــه ... مــابك يــــا حبيبي ؟؟ سلامتــك لمـــاذا لم تنم ؟؟ .. التفـت



مـذعوراً .. كــانت قد استوت جالســـة في ســريرها .. أجـــاب بجفــــاء .. لقــــد أخـــذت كفـــايتي



من النــــوم ولدي بعــــض الأعمــــال المتـــراكمـــة وسأحـــاول أن أنجــزهــا .....




مشت نحوه .. سوف آتي معــك يا حبيبي لأعــد لك مشـــروبا ساخنــــاً ريثمـــا يطلع



الفجـــر ... صرخ بهـــا غاضبـــاً ... عودي لفراشك لقد تراجعـــت ... لن أخــرج مــن الغرفة



ولن أنهي أعمـــالي ... فــقــط دعيني وشــأني ... لوهلة خاطفــة امتلأت عيناهــــا بالحــــزن



والحيـــرة ... ولكــــن ســـرعان مـــا تبــدل ذلك بنظــرة جــامدة خاليـــة مــن أي تعبيـــــــــر ..



همست بهدوء كمـــا تشـــاء يـــا عزيزي وكم يؤسفني أنني أغضبتك .. عادت لفراشهـــا وعاد



هو للكرسي الهــــــــزاز .. فتح الرســـاله .. (( حبيبي لم أستطــع النــوم .. منذ أن



وضعــت سماعة الهـــــــاتف في المســـاء وأنــا أنتظر المكالمـــة القـــادمة على أحر من



الجمــر .. شوقي وحنيني إليــك )) ..




سعـــادة عظيــمة غمــرت كيانه .. اتسعـــت ابتســامته .. كتب لهـــا .. (( كلها أيـــام ونلتقي تحت



سقــف واحد .. وحينها .. لن يعذبنا البعـــدوالفــراق .. وكمـــا تعلميــــن فقد طبعـــت بطاقات



الدعوة وحجزت قاعة الأفراح ..وكل شئ يسير على مــايرام )) ..



ردت عليــه ..(( وزوجتك .. ماذا عنهـــا .. ألن تخبرها حتى تحدد مصيـــرها معك منذ الآن )) ؟؟




عاد ليكتب لها .. (( دعكِ من هذه الســاذجة عندما تعلم بعد أن يتم كل شئ << هـــذا إن



علمــت **** فسوف أكون أنــا صاحب القرار في مصيــرها ... وصدقيني سوف ترضخ وتبقى



بجانب أطفالها لتنتظــر عودتي ولو بعد خمسيـــن عاماً .. اطمئني .. لقد عملت حساب



كل شئ بدقة متناهيــــــــــة )) ...




ولم يكن يعلم أن مالم يعمل حســـابه أنه لو أصغى سمعه قليـــــــــــــــلاً لسمـــع صوت نشــج



زوجتـــه المكتـــوم وهي تعض على الشراشف بنواجذها لتكتم عنـــه صوت بكائهـــا ... وقد



غــرق شعـــرها ووسادتهـــا في بحر الدمـــوع .. وما لم يخطــر له على بال



أنه لـــو فتــح دولاب الملابس لوجد حقيبة ملابس امتلات عن آخــرها وفوقهـــا إحدى بطاقات



دعوة زواجه وقد كتبت عليـــها بقلم أسود كسواد أيام قضتها معه .. (( زوجي العزيز .. سوف



أخرج من حيـــاتك إلى الأبــــد .. لاأريـــد المـــال ولا الأولاد أريــــــــــد



شيئا واحدا .. الطــــــــــــــــــــــــلاق )) ثم توقيعهـــا وتحته تاريـــخ يوم زفافه ..





انتهت قصة السعادة الممــــــــــــله 000


كتبتها :- هنوف الجوف
غاليتي هنوف..........

الله ,, الله,,,, الله,,,

ماأروع ماباح به قلمك مع كل الحزن الذي يدمي القلب

ويدمع العين....((الملل من السعادة)) !!ياااالجبروت ذلك الكائن الضعيف

الذي يعتقد نفسه بلحظة من اللحظات أنَّه بيده أقدار الأخرين...

أسأل الله له سوء النَّتيجة والنَّدم في وقت لا ينفعه فيه حتى الندم

ليذوق المرارة التي ألهب فيها قلب من لا يستحقها,,وانشاء الله هي سيعوضها الله خيرا..

أسعدني مروري على صفحتك غاليتي وننتظر منك المزيد من الرَّوائع....

شكرا لك ياهنوف,,,

مُنيه..






توقيع عرق الماس
 
  رد مع اقتباس
قديم 16-03-2009, 09:17 PM   رقم المشاركة : 9
الأموره
عضو شرف
 الصورة الرمزية الأموره






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :الأموره غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: هنــ((السعادة المملة ))ــوف


هنووف الجوف

اخيتي في الله

تبارك الرحمن

قلم مداده راائع

سلمتي و سلم فكرك

الف شكر لك

دمتي برعاية الخالق







توقيع الأموره
 
  رد مع اقتباس
قديم 17-03-2009, 07:32 PM   رقم المشاركة : 10
الخنساء
عضو شرف
 الصورة الرمزية الخنساء





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :الخنساء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: هنــ((السعادة المملة ))ــوف


رائع اختى هنوف
بوح رائع وصادق وقصة حزينه ترجمت واقع الكثير
سلمتى ودمتى بخير







توقيع الخنساء
 
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:07 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات الفطاحلة