العودة   منتديات الفطاحله > المنتديات التعليميه/يمنع الفيديو > اكاديمية الشعر النبطي > حوارات في الشعرواللهجات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 13-06-2006, 11:09 AM   رقم المشاركة : 1
الطائر المهاجر
** (عثمان العبدالله) ** المؤسس والمشرف العام
 الصورة الرمزية الطائر المهاجر





معلومات إضافية
  النقاط : 20
  الحالة : الطائر المهاجر متواجد حالياً

 

افتراضي قراءات في الشعر الشعبي


وهنا ايضا سأحاول جمع ما يمكن جمعه من الإنترنت عن هذا الموضوع
فهذه مقالة اعتمدت على احد المراجع:
لقد حاول الدارسون للشعر النبطي في منطقة الخليج والجزيرة العربية أن يحددوا أنواعه وألوانه ، فكثرت الاجتهادات وتنوعت ن وفي كتابه عن الشعر ، يرى الدكتور "أحمد أمين المدني " أن ألوان الشعر النبطي وأنواعه تختلف حسب المبني والمعنى والوزن وقد حصرها في ستة أنواع ، مثل لكل واحد منها .. وهي على التوالي :

المربوع : وهو مثل الرباعيات ، غير أنه يختلف عنها في أن البيت الرابع يختم بلازمة وتكون بقية اللوازم على قافية واحدة مثـل :

أشكو بـما بي جـى ثـم صايب حالي من الفرقـا وكثر المصايب

في حب سيدا معكر شات الذوايب لي ما رحم في ذا الدهر حال غالية

الرزحة : لا يختلف عن القصيدة في لونها ، وتنشد في العيالة ولها ألوان عديدة منها اللال والمعازى والهبوت، مثل :

زيـن عطـاه الله معـدي ومن السـنى تسفر أجدامه

اسهيت بي وفضيت سـدي وفرحـت من عقب الندامة

العـزى : وهو مثل الرزحة ، إلا أنه ينشد في نهاية مسيرات الفرح أو الغضب ، ويبدأ على شكل تجمعات بعد أن تتوقف الطبول ويتوقف الرزاحة عن الغناء فيجتمعون على شكل دائرة يتوسطهم رجل ممتاز بحسن الصوت حاملاً بيده سيفاً وبالأخرى ترساً، ويدور حول الدائرة يتبعه بعض من المجتمعين يحملون بنادق يطلقون منها طلقات نارية في الهواء وهم يرددون "عز الله يدوم ، عزك الله يواب " .

الميـدان : وهو على صورة زجل يعالج قضايا مطروحة أثناء إلقائـه مثل :

يايـب لعيني دوامـا لصين ومطرش من الخان بر بيعة

ويوم الصحب مشوا للصين وكل يبا يحـون ابر بيعة

يهزك بالهود يـا لرويـان ويفلـق أنا ولا يتلقـاني

وروحك يترضى بها لزعلان وبـدورني ولا بتلقـاني

وغير التقسيمات التي أوردها الدكتور المدني نواصل الغوص في بحر الشعر الشعبي وكما يصنفون اللؤلؤ إلى "جيون" و"اليكة" ، و"البذلة " و"الناعمـة " ، فإن الشعر الشعبي يصنف أيضاً إلى "المقالة" و" الردحة " و" الونة " و " الرزفة " و"الحربية". وكما يحب الناس "الحصباء" من اللؤلؤ ، فانهم يحبون " الونة " من الشعر الشعبي باعتبارها هي التراث الأصيل الأكثر قرباً من قلوب الناس في هذا اللون من الفن الشعبي .

المقالة : وفيها يكون البيت طويلاً . وتقال عادة في العيالة .

الرزفة "الحربية " : هي نوع من الشعر الحر ، والحر هنا يعني أنها تقال في المناسبات الوطنية والأفراح ، حيث تقال وليدة اللحظة عندما يقف المحتفلون على هيئة صفين أمام كل منهما شاعر ، حيث يبدأ الشاعر الأول بقول بيت من الشعر يردده الصفان من بعده ، فيرد الشاعر الثاني بيت آخر لا يشترط أن يأخذ قافية الشاعر الأول ، ويردده الصفان أيضاً من خلفه ،وبالتالي فإن المنافسة تكون بين شاعرين أو أكثر من شاعرين .

الونـة : هي اقرب أنواع الشعر الشعبي إلى القلوب ، وهي من التراث القديم وتختلف تماماً عن باقي الشعر ، ونمطها لا يتغير أبداً وكانت تغنى على الجمال أو عند الراحـة بقرب بئر مياه ، ويقال بصوت عال جداً .

ويقول الشاعر الكندي مصبح الكندي في ديوان "الونة" : إن "الونة" أو "الطارج" من شعر الغزل ، والكلمة الحلوة التي تهدهد القلوب ، وتوقظ المشاعر ، وتريح النفس ، وتمتع الوجدان ، ويسمى هذا اللون من الشعر بالونة اللحن وابلجرة عند جر السفن .

وقصيدة الطارج ليست غزلاً محضا ، ففيها وصف للطبيعة التي يعايشها الشاعر ، وللحياة ، ولأحداث ووقائع جرت في زمن الشاعر، كل هذا يمزجه الشاعر في لحن واحد أو على وتيرة واحدة ، وكذلك اتحاد الوزن والقافية في كلا الشطرين من أبياتها ، هذه الخاصية الفنية في الوزن والقافية تخدم موسيقى الشعر ، بحيث تكون القصيدة في النهاية معزوفة موسيقية شجية تسمو بالكلمة والمعنى إلى قمة الروعة والتعبير .

والونة لها أسماء أخرى هي الطارج، الجرى ، الردية ، ويتغنى به على الكمان والعود والربابة، والنثر وكذلك الجدولى وهو الشعر القديم في المنطقة ، والسامر ، والتغاريد وتستعمل للتغني بها على ظهر الهجن أثناء سيرها السريع وهو الخبب .

والنقد الاجتماعي

و الاجتماعي هنا يقصد به … جميع ما للمجتمع من قيم و عادات و تقاليد و تراث و حتى الجوانب الدينية و الجوانب القريبة من الذوق العام و البعيدة عنه و التي تؤثر على شريحة من الناس بالإيجاب و على شريحة أخرى بالسلب و ذلك حسب طبيعة الأشخاص و تربيتهم و تنشئتهم الاجتماعية و من هذا المنطلق نستطيع دراسة القصيدة الواحدة من عدة نظرات اجتماعية مختلفة و هنا المحور الرئيس

القصيدة بموضوعها تعتبر عملا فنيا قائما بذاته وكأنها بعيدة عن المجتمع و لكن وجود الموضوع و تغلغله داخل القصيدة يوجب علينا الاعتراف بوجود هذا الجانب في القصيدة و كذلك عرض هكذا فن جماهيري ( و هو الشعر ) و جس نبض الشارع كعملية متقابلة يوجب علينا أيضا تصديق تداخل المجتمع في القصيدة و تداخل القصيدة في المجتمع و لكن المجتمع يدخل القصيدة بوجه واحد بعكس القصيدة التي تدخل المجتمع بعدة وجوه و ذلك حسب المتلقي الذي يتفاعل مع القصيدة حسب التعريف السابق و من هنا بدأ النقد الاجتماعي

نعم قصيدة كقصيدة

أحبك يا نظر عيني غناتي

و أحب الأرض لي تمشي عليها



و أحبك حتى أكثر من حياتي

و أسوم الروح لأجلك و اشتريها


في الشطر الثاني نرى تداخل معنى عشق الأرض و هي مسقط رأس الحبيبة مثلا و هناك قارئ آخر يرى أنه يقبل التراب الذي سارت عليه الحبيبة ( بصرف النظر عن مقصود الشاعر الذي رجح المعنى الأول ) و هذه النقطة تحرك حس الشخص المستمع أو الشاعر حسب طريقة تعامله مع القصيدة و مع الفضاء الخارجي و من هنا نصل إلى أهمية النقد الاجتماعي لأنه موجود في النظرة الحسية للمبدع و للمتلقي

بعد هذه المقدمة بات من السهل أن نتعامل مع النقد الاجتماعي فهو موجود لدى كل متذوق و لكن الشاعر الراحل كانت له وقفه مع القصائد وفق رؤية نقدية خاصة ، فكانت القصيدة العاطفية الجيدة عنده هي تلك البعيدة عن الغلو و الغزل الفاحش و ذكر مفاتن المرأة ويعتبر وجود هذه الموضوعات في القصيدة دليل واضح على ضعفها البنيوي و اعتمادها على مؤثرات خارجية للوصول إلى النجاح و هذا ما كان يرفضه و أذكر عندما نشرت لي قصيدة بعنوان (( رديت روحي )) حذف منها تقريبا 5 أبيات من شطر

يالله ليلة شمعة البيت..... إلى شطر … كل المحال اللي ب الإمكان

و القصيدة موجودة ضمن القصائد المسموعة و أدع مهمة البحث للمهتمين و لكن ما هو ملاحظ هنا أن الناقد حذف الأبيات التي رأى من خلال وجهة نظره التربوية أنها غير لائقة لذا عمل على حذف أبيات أخرى ليعادل النص حفاظا على وحدته العضوية لما لهذه الجوانب من أهمية كبرى لديه.

النقد تفاعل بين النص و المتلقي حيث النص عمل أدبي و المتلقي الشخص القابل لإحتواء هذا النص بالطريقة الصحيحة ومن هذا التعريف البسيط للنقد يمكن لنا اكتشاف ماهيته فالنقد بحد ذاته لا يتكون إلا بوجود فن مقابل له ، و حيث أن الفن المقابل له متغير و مبدع و غير خاضع للقوانين العلمية فمن البديهي أن لا يكون النقد علماً و لو أنه يدرس النقد بصورة علمية و على أسس و قواعد و قوانين مدروسة و هذا الإستنتاج يختلف معي فيه الكثير و لكني من منطلق عملي النقدي استكشفت العديد من المجالات الإبداعية في النقد و العديد من المتغيرات في الأسس النقدية الثابتة و حيث أن العلم له قوانين نقدية ثابتة لا و لن تتغير تحت أي ظرف من الظروف المختلفة الزمانية و المكانية و تصدق هذه القوانين أيضا في حالة إكتشاف الخطأ فيها و تعدل وفقا لذلك ( و هذه من مميزات العلوم المختلفة ) و لكن يظل النقد تحت سيطرة النص و المتلقي و تتغير ثوابتها أمام العمل الإبداعي

إذا كانت القوانين سمة العلوم فالإبداع يعتبر من الصفات الأساسية للفن و بما أن الإبداع هو التغيير المحوري في حركة الفن فيبقى وجوده داخل كيان الشعر قنبلة موقوتة تفجر القوانين السابقة و تنشئ ثوابت جديدة يقف عليها النص و يتذوقها المتلقي و أرجو أن التركيز على الجانبين معا فالعمل الإبداعي ليس في النص دون المتلقي و من هذا المنطلق المهم نستطيع أن نصل إلى تعريف النقد بفن مقابل يفك طلاسم الفنون الأخرى

و ما هو دارج عند عامة الناس من استكشاف العيوب عملا رسميا للنقد و ما هو متعارف عند الآخرين من إظهار خلل و جودة النص عملا للنقد لتعاريف غريبة جدا لا ترتقي أبدا إلى مستوى الفنانين في القرون المتقدمة و نتمنى من الجميع مراجعة العين الفاحصة لديهم إلى عين متذوقة للنص المقابل لتطوير الفكر النقدي فالناقد المتذوق أقوى بكثير من الناقد الفاحص و ذلك لطبيعة الفن كونه عمل ينصدم بالمتذوق لا بالتقييم الجماهيري

العـامي والعامـة :

والشعر النبطي فن من الفنون الشعبية ينظم بالعامية لغة العامة وهي خلاف الفصحى ، والعامة من الناس خلاف الخاصة ، والعامي من الكلام ما نطق به العامة على غير سنن الكلام العربي .

وهذا لا يعني البعد عن الفصحى تماماً بل يعني أن الشاعر النبطي لا يتقيد في نظمه بالألفاظ المعجمية لأن المعاجم سواء منها القديم أو الحديث قد وقفت عند حدود معينة من المكان والزمان لا تتعداها ، فالحدود المكانية شبه جزيرة العرب، والحدود الزمانية آخر المائة الرابعة "أعراب البوادي" . وشعراء النبط جلهم من العامة مع قلة من الخاصة فيهم شيوخ اللغة نظموا بلغة العامة فأجادوا وأفادوا ، هؤلاء الشعراء لم يجدوا في اللغة المأثورة المحصورة القدرة على التعبير عن أكثر ما يريدون أن ينقلوا من فكر وفـن ، أو ما يستعملون من أدوات وآلات ، أو ما يتخذون من أثاث وفراش ، أو ما يلبسون من حلي وثياب الخ .. فاستخدموا الحي المأنوس من الكلمات والصيغ ، وأدخلوا في أشعارهم النبطية ما دعت الضرورة إلى إدخاله من ألفاظ جديدة ومترادفات نشأت من اختلاف اللهجات وضربوا بالنحو والصرف عرض الحائط .

الشـعر النبطـي والفصحى :

الشعر النبطي : نتاج لغة وواقع وخيال يلبي حاجة ثقافية اجتماعية لجماهير في عالمنا العربي إلى جانب قدرته على التعبير عن مشاعر النفس ، ويجسده للمعاني والعواطف الإنسانية في صورة مؤثرة من خلال التآلف بين عدة أصوات وطبقات لحنية تنصهر في بوتقة موسيقية متوافقة متناغمة ، مع لغته وألفاظه وأساليبه الحياتية اليومية أو مع لهجته بتعبير أدق ، وتسهم العربية الفصحى في شرح مفردات الشعر النبطي ذلك المستودع اللغوي الخبير الذي يضم كنوزاً من مفردات الفصحى ، وبالتدقيق اللغوي يمكن بيان فصاحة اللفظ واللسان إذا احتكمنا إلى أسلوب المطابقة مع المعاجم اللغوية .

لغـة الشـعر النبطـي :

إن لكل لغة طابعاً خاصاً وصفات تتصف بها سواء أكانت هذه الصفات صالحة تعين اللغة على بلوغ أغراضها باستمرار أم كانت غير ذلك. وإن بين كل لغة وأصحابها تشابها وتوافقا ، فقد نشأت معهم وتقلبت على مر الأيام واختلاف صروفها وانعكست على مفرداتها وتراكيبها صورة مفاهيمهم وتصوراتهم وانبسطت مفرداتها على مدى الأفق الذي انبسطت فيه تلك الأمة ضيقاً واتساعاً حتى تكاد تعرف طبائع الأمة وخصالها في لحن كلامها ونبرات أصواتها وجرس حديثها .

الادب الشعبي

تعريف الأدب الشعبي لرشيد السامرائي يقول فيه (( بأنه تعبير عن انفعال عاطفي أو فكري يتخذ اللهجة العامية أسلوبا له في التعبير ، و تطغى على معانيه السذاجة التي يتميز بها ابن الشعب المحروم من الثقافة ، و لكنها سذاجة لا تخلو من إرهاف الحس و براءة و عفوية في إطلاق المشاعر و الأحاسيس و صدق يتجلى في رسم الصور للبيئة الاجتماعية و الفكرية )) نجد مصطلحات كثيرة في هذا التعريف تحتاج الى وقفة منها (( التعبير )) فالتعبير كما يقول الدكتور احسان عباس يختلف عن الوصف حيث للوصف عمومية و للتعبير خصوصية فإذا أردت أن تعبر عن شي مرعب و وصفته بأنه (( مخيف )) كان هذا وصفا و لم تستطع التعبير عنه و هناك مصطلح السذاجة الذي حاول شرحه في التعريف السابق و ذلك لأهميتها في الأدب الشعبي فالقصيدة التي لا تخاطب المجتمع و لا تمثل البيئة من الصعب أن تنجح في الأدب الشعبي و المصطلحات الأخرى التي تحتاج الي تعريف عديدة و سنأخذ من التعريف السابق المرتكزات الأساسية للأدب الشعبي و نبدأ بالسذاجة و هي كلمة فارسية الأصل معربة و في الأصل (( ساده )) كما هي في لهجتنا العامية و تعني الخالية من الشوائب و المقصود هنا ليس الغباء كما هو متداول و إنما التعامل الفطري و البدائي مع الحياة و ربما يخطر ببال أحدكم أن (( البداوة )) مقصده و لكن هذه المفردة بالتأكيد كانت متواجدة و لكنه استبعدها لوجود عوامل ثانوية في حياة البدو و إعتبارها جزء من الأدب الشعبي و التعريف أشمل و لإيراد بعض الأمثلة لم أتردد بتصفح ديوان ربيع بن ياقوت المليء بالأمثلة

أدور تيلفونه ما ريته في الدليل

برمس معه طشونه با برد به غليل

و المفردات جميلة و متنوعة فال(( التيلفون )) و (( الدليل )) بيئية و توضح الفترة التي أنشد فيها القصيدة و (( ريته )) و (( برمس )) أفعال مميزة في اللهجة الإماراتية و تختصر المسافة للوصل للجمهور الإماراتي و (( طشونه )) مفردة من الصعب أن ترد في الشعر من دون مقدمات و هيئت المفردات السابقة وردودها بشكل أنيق في الشطر الثالث لتوا كب درجة تفاعل المفردات التصاعدي فالتيلفون يسبق الدليل و أيضا (( ريته )) ثم (( برمس )) ثم (( طشونه )) نرى سبق الكلمات الأكثر استخدما في القصائد الكلمات الأقل استخداما

و أيضا نرى الأبيات خبرية و ليست إنشائية لكن التعبير فيها متنوع فالانتقال من البيت الأول إلى الثاني رشيق جدا حيث نرى استحالة محادثة المحبوب من دون رقم الهاتف و يوحي هذا الأسلوب بعمق الأمنية في داخل الشاعر و لكن أسلوب الشاعر كأنه طفل يتعذر بمحادثة قصيرة لكن بعد أن يحصل على الرقم فمن المؤكد أن المكالمة ستطول و هذه السذاجة التي قصدها السامرائي في تعريفه

هذه القراءة نقد تحليلي ليس بالضرورة تمكن الشاعر من هذه الجوانب فما ذكر لا يندرج إلا تحت بند الموهبة الخالصة فمن الصعوبة أن تأتي حبكة القصائد بهذه الصورة و لكن الصدق في التعبير و العفوية و التركيز على سلامة اللفظ و المعنى و العديد من العوامل الجمالية تؤدي إلى تناسق القصيدة و ما جاء في القراءة يعتبر كشف و تحليل جمال الأبيات الشعرية على طريقة النقد الجديد new criticism تقريبا و الذي ازدهر في الولايات المتحدة في العشرينيات و يعتمد على النص و إبداعاته من دون الشاعر بعكس النقد البياني expressive criticism و النقد المتأثر أو العاطفي impressionistic criticism و التي تعتمد على حالة الشاعر و تفاعله مع القصيدة و المدارس النقديه

االخيال الشعري

لخيال كان دائما مرتبطا بالإحساس في الشعر الشعبي و استخداماته لم تكن إلا للضرورة و لصالح القصيدة و لأداء مهمة كما هو واضح في المثال الآتي لفتاة العرب :

مطِّ قلبي روحي و شقَّـه و اسرقه من داخل اجسامي

غصب لا رافة و لا رقَّة لا و لا يداخــلهم ارحـامي

يصنف البيت الأول نوع من المجاز حيث القلب يمط الروح و لكن هذا التصنيف لا يكفي لإبراز جمال هذا البيت حيث نرى في البيت الثاني استمرار الصورة كتشبيه تمثيلي مما يؤكد قوة الخيال لدى الشاعرة و لكن في الأدب الإنجليزي تكون هذه الصورة أرقى كثيرا من كونها مجازا و تسمى بالحس المختلط أي Synesthesia بل اصعب أنواعه حيث تتبادل الحواس القدرات ما بينها و هذا ما هو سائد في الشعر العربي الحديث عندما يبدل حس خاصيته مع حس آخر لتوصيف المحسوس ك (( اشتم رائحة الألوان )) مثلا و الحواس الخمس معروفة لدينا و المؤكد أنها ليست خمس فقط إنما هي الحواس التي استطاع العلم تفسيرها و هناك الحاسة السادسة أو الحدس على سبيل المثال لم يستطع العلم تفـسيره و لكن من الصعب أن ينكر أحد أن للقلب قوة و جاذبية و إحساس و هذه من مواصفات الحواس و خروج الشاعرة هنا من حدود الحواس الخمس نقطة إيجابية و النقطة الأكثر أهمية ليس على المستوى الأدب الشعبي فحسب إنما الأدب العالمي هو توظيف هذه الحاسة بحاسة أخرى مشكلة بذلك صورة شعرية متحركة لا تستطيع حتى الخدع السينمائية بالمؤثرات رسمها الكلام يطول في هذا السياق ، لنتمعن هذا البيت :

كني غريق ٍ في بحر نوح لونا في السفينة هوب ناجي
أولا إن التشبيه التمثيلي قوي جدا لدرجة أننا نعتقد أن الصورة واقعية و ليست تشبيهية و لكن لماذا اعتقدنا أن الصورة واقعية و ليست تشبيهية أي أننا لا نبحث عن وجه الشبه في هذه الصورة مع بروز أداة الشبه ( كأني ) بصورة واضحة جدا و السبب هو استدراج الشاعرة للمستمعين بصورة ذكية جدا فالاعتقاد لدى المستمع بان من ركب سيفنة نوح سينجو بالتأكيد و لكن الشاعرة هنا تضاربت مع الاعتقاد الديني و التاريخي القوي في داخل المتلقي و جلبت الأنظار إلى نقطة أخرى و هي البحث عن السبب الذي أدى إلى عدم نجاة هذا الشخص الذي ركب في سفينة النبي نوح و صرفت أنظارهم عن البحث في وجه الشبه بين هذه الصورة و الصورة السابقة و لم أجد لهذا الإبداع تصنيفا حتى في الأدب العالمي ( صنف بعض المحدثين بالصورة المتحركة بعض هذه النماذج )و يمكن للسوريالية تفسير هذا النوع من الخيال المرهف حيث يرى السورياليون ( المكتب الذي ظهر في فرنسا سنة 1920 Surrealism ) إن دخول ما وراء الواقعية و هي المنـــطقة التي يقدر الشاعر التحرك بصورة اكثر حرية منطلقا لإبداع الشعر الحقيقي ، فقصة النبي نوح واقعية و نجاة من معه اعتقاد لا يقبل الشك و عدم نجاة الشاعرة في هذه الصورة هو ما وراء هذه الواقعية و هذه ليست حالة وحيدة في ديوانها :

و لا بحنا بسعاي النميمة بسرٍ كان في المكنون غايب
فالسر واقع موجود و إن كان مكنونا في نفس الشاعرة و هذه الواقعية وما وراء الواقعية أن هذا السر الذي تتحدث عنه الشاعرة غائب و هي تتحدث عنه و الغائب هنا بمعنى الضياع أو عدم الوجود فكيف يحدث هذا و هي تمتلك السر و هنا يوضح لنا تعمد الشاعرة استدراجنا الى ما وراء الواقعية للتأكيد باستحالة الوصول للسر و يتجلى لنا موهبة الشاعرة في استخدامها للأدوات المناسبة في الوقت المناسب .







توقيع الطائر المهاجر
 
تفاعلك مع غيرك يشجعهم على التفاعل معك
  رد مع اقتباس
قديم 13-06-2006, 05:27 PM   رقم المشاركة : 2
ابو زياد
(عبدالله الحسن)شاعر
 الصورة الرمزية ابو زياد





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :ابو زياد غير متواجد حالياً

 

افتراضي


دروس مفيدة ورؤى جيدة اتحفتنا بها
ونحن لك من الشاكرين







توقيع ابو زياد
 
  رد مع اقتباس
قديم 14-06-2006, 06:22 PM   رقم المشاركة : 3
الخنساء
عضو شرف
 الصورة الرمزية الخنساء





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :الخنساء غير متواجد حالياً

 

افتراضي


شكرا مشرفنا
للنقل المفيد ولتعم الفائدة للجميع
تحياتي







توقيع الخنساء
 
  رد مع اقتباس
قديم 14-06-2006, 09:08 PM   رقم المشاركة : 4
ثامر الشبيلي




معلومات إضافية
  النقاط :
  الحالة :

 

افتراضي


مساؤكم ورد


متصفح واارف


لي عودة باذن الله استاذي



مودتي وتقديري







توقيع ثامر الشبيلي
 
  رد مع اقتباس
قديم 16-06-2006, 05:06 AM   رقم المشاركة : 5
نور الوليدي




معلومات إضافية
  النقاط :
  الحالة :

 

افتراضي


ماشاء الله استاذي

مقال جدير بالحفظ والتامل اكثر


[blink] ساعود [/blink]

بارك الله فيك

اغلب ما تبحث عنه اجدني فورا اضمه لملفاتي الخاصه

بالتوفيق






توقيع نور الوليدي
 
  رد مع اقتباس
قديم 18-06-2006, 12:35 AM   رقم المشاركة : 6
سـعـد الحويماني
شاعر
 الصورة الرمزية سـعـد الحويماني





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :سـعـد الحويماني غير متواجد حالياً

 

افتراضي


موضوع مهم

اشكرك


والله يعافيك







توقيع سـعـد الحويماني
 
ليس كل سقوط يعني فشلاً,والدليل على ذلك ...سقوط المطر
  رد مع اقتباس
قديم 19-06-2006, 03:09 AM   رقم المشاركة : 7
يزيد النمي
شاعر
 الصورة الرمزية يزيد النمي





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :يزيد النمي غير متواجد حالياً

 

افتراضي


موضوع رائع
تسلم يالغالي







توقيع يزيد النمي
 
  رد مع اقتباس
قديم 24-06-2006, 07:22 PM   رقم المشاركة : 8
متعب
ضيف
 الصورة الرمزية متعب





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :متعب غير متواجد حالياً

 

افتراضي


موضوع رائع ايها الرائع







توقيع متعب
 
  رد مع اقتباس
قديم 04-12-2010, 12:48 PM   رقم المشاركة : 9
طويق
ضيف






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :طويق غير متواجد حالياً

 

افتراضي


شكرا لك
على الجهد الطيب
تحياتي







توقيع طويق
 
  رد مع اقتباس
قديم 05-12-2010, 10:11 AM   رقم المشاركة : 10
نديم الحيارى
مشارك





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :نديم الحيارى غير متواجد حالياً

 

افتراضي


بارك الله فيك
كتبت فقرأت فاستفدنا
تحياتي واحترامي







توقيع نديم الحيارى
 
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:30 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات الفطاحلة