لو كان َ خير ٌ في بلادي .. ما بحثت ُ اليوم عن بلد ٍ غريبهْ
ولـَما ذللت ُ النفس َ كي أشري لجوعي محض َ ريبهْ
ثدْي ُ التـّعاطـُف ِ لم يعد ْ طفل ٌبأرضي يستـَلـِذ ُّ - هنا - حليبـَهْ
وكلـُّه ُ بـَصـَمات ُ ريبهْ
وأنا مـَحط ُّ الشـَّك ِّ في نـَظر ِ الجموعات ِ المـُريبهْ
وعلى جبيني الذل ُّ برّاق ٌ بـِعارْ
سـِيماي َ في وجهي - كما قد صرّح َ الإرهاب ُ - من أثر ِالدّمارْ:
هذا عراقي ٌّ به الإرهاب ُ يزهو باخـْتصارْ
وصدّقوا تلك الحكايهْ
والصـِّدق ُ مصلوب ٌ على شفة ِ البدايهْ
والكون ُ آمن َ بالنـّهايهْ
يا موطني
سرقوا الزمان َ وغيـّروا مجرى الروايهْ
وأنا اموت ُ بحضن ِ جوعي
والحزن ُ ينزف ُ من ضلوعي
أملا ً لـِغايهْ
********
لو كان َ خير ٌ فيك َ يا وطني لـَما
طرقت كفوفي باب َ غيرِك َ راجيا ً مـُسترحما
وأصابعي نزفت دمـَا
لو كان خير ٌ فيك َ لم اقصد ْ بلاد َ الغير بحثا ً عن عملْ
كي يلتقي خـُبز ُ المذلـّةِ بالأملْ
لو كان خير ٌ فيك َ أو أطلال ُ خيرْ
ما بعت ُ عزّة َ نفسي َ الولهى بسوق ِ هوان ِ غيرْ
فأنا بأرضك َ ما أزالُ
بالصبر ِ يخدعـُني المـُحالُ
أنا ما أزال ُ بقطرة ٍ من نفطـِك َ الذّهبي ِّ أحلم ُ ما أزالُ
لكن أيبتسم ُ المـُحالُ؟؟
هيهات َ يا وطني تخلـّت ْ عن مراسيها الجبالُ
وهناك تـُولد ُ نكتة ٌ عرجاء ُ - يضحك ُ - لا يـُصدّقـُها الزمنْ
وتـُؤكـّد ُ الصدق َ المـُمـَزّق َ في مفاصـِلـِها المـِحنْ:
شخص ٌ عراقي ٌّ هناك َ يطوف ُ مختلف َ الشوارعْ
في كفـّه ِ الرجفى وعاء ٌ طول َ خطوتـِه ِ يـُنازعْ
لـَتـْران ِ حتـّى خمسة ٍ ولـِفوقـِها لا ليس واسعْ
هذا الوعاء ُ يقود ُ صاحبه ُ وهناك مـَن ْ للنـّفط ِ بائعْ:
يا سيدي لـَتـْرين ِ بـِع ْ لي .. إن َّ طفلي بات َ بردانا ً وجائعْ
.........
ههههههههههههههههههه
والله ِ أغرب ُ نـُكتة ٍ عبر َ الزمنْ
أن يشتري شخص ٌ عراقي ٌّ من النفط ِ المـُعتـّق ِ قطرة ً ، وهناك يبهضـُه ُ الثـّمنْ
*******
أنا قد كرهتـُك َ يا حبيبي يا عراقْ
وليت َ مـَنْ
يأتي ويقرأ ُ ما كتبت ُ
عساه ُ يفهم قصـّتي بالكره ِ لكْ
أنا قد كرهت ُ العيش فيك َ بقـَدْر ِ ما أحببت ُ فيك َ الموت َ فيكْ
ودمي بأرضـِك َ دونما ذنب ٍ يـُراقْ
وشباب ُ أحلامي هلكْ
ألـِأن َّ أرضك َ كلـّما دارت عليك َ تقيءُ نفطا
جاؤوك َ من كل َّ البقاع ْ ؟؟
مستعمرين بأحدث ِ الآلات ِ جاؤا ليلـَك َ المـُخـْضر َّ شحطا
أم أن َّ فيك َ هوى الحسين
سقت دماه ُ بكربلاء َ الكـِبر ِ قحطا
أم أن َّ فيك َ عـُلا الرشيد ِ ؟؟
أم أن ّ فيك المجد َ من بدء ِ الزمان ِ مـُعلـَّق ٌ - شرفا ً - بجيدي؟؟
ألـِهذه الأسباب ِ جاؤوا ؟؟
لا والـّذي ألقى عليك َ نضار َ بيدي
وشموع َ عيدي
*********
يا موطني أنا قد تعبتُ
وبمجد ِ آبائي وأجدادي كفرتُ
وأنا بتارخي كفرتُ
بحضارتي أيضا ً كفرتُ
وبكل ِّ شيء ٍ قد كفرتُ
حتى بنفسي فيك يا وطني كفرتُ
إن ْ كان مجدي ليس يمنحـُني رغيف َ الخبز ِ
والعيش َ المرفـّه َ
والدنانير َ الكثيرة َ حيث ُ عشتُ
فالكفر ُ أولى والحرام ُ بأن ْ أقول َ لديه ِ : تـُبتُ
إن كان نفطي ليس ينفعـُني فلا أبقاه ُ ربـّي بعدما أنا قد كفرتُ
أو كان َ مجدي والحضارة ُ والتواريخ ُ المـُزيـّفة ُ الحقيقة ِ : - أنـَّني فيك َ انتصرت ُ -
أسباب َ من جاؤوا لإرضي غاصبين َ
وعندها أنا قد جـُلدتُ
فالحق ُّ لا أنـْعـِم ْ بهن َّ ولا نـَعمتُ
إن كان َ هارون ُ الرشيد ُ به زمان ُ الأمس ِ طابْ
وبعهده ِ بغدادُ للدنيا زهت ْ .. وزهى الشبابْ
أو كان َ ثار َ هنا الحسين ُ وبعده ُ عظـُم َ المـُصابْ
حسنا ً فماذا قد جنيت ُ ؟؟
ماذا جنيت ُ من الحضارة ِ يا حضارة ما الذي أنا قد جنيت ُ ؟؟
من موطني ماذا جنيت ُ ؟؟
من مجد آبائي وأجدادي أنا ماذا جنيت ُ ؟؟
من نـِقمة ِ النفط ِ العظيمة ِ يا عراقي ما الذي انا قد جنيت ُ ؟؟
هي كلـُّها أسباب ُ موتي .. هل أنا يا موت ُ مـُت ُّ ؟؟
فلـْيأخذ الغازون َ نفطي فما بالنفط يا وطني نعمتُ
وليأخذ الغازون أمجادي فما من مجدي َ المـُغـْبر ِّ نـِلتُ
وليأخذوا قبر الرشيدْ
وليأخذوا قبر َ الحسينْ
فما أخذت ُ من القبور أنا ماذا اخذت ُ ؟؟؟
وليأخذوا كل َّ الحضارة ِ فالحضارة ُ كم خدعت ُ بها
أنا جدّا ً خـُدعتُ
إنـّي لهذا قد كفرتُ
وأنا بهذا قد كفرتُ
أنا لا أريد ُ المجد َ والتاريخ َ والنفط َ المـُعتـّقَ
فهـْي َ مأساة ٌ بها كل ُّ الخراب ِ وما ألفتُ
أنا لا اريد ُ سوى رغيف ِ الخبز ِ يا وطني فإنـّي فيك جعتُ
وأنا أريد ُ رحيل َ دبـّاباتـِهمْ
وأنا أريد ُ الراحة َ المفقودة َ الزمن ِ الذي أنا عنه ُ يا وطني بحثتُ
وأنا أريد ُ بك َ الأمانْ
ومتى وضعت ُ على الوسادة ِ - في رباك َ - الرأس َ نمتُ
ولـْيـَفهم التاريخ ُ ما أعني وماذا قد عنيتُ
*********
وليتـَها انتهت الحكايهْ
ما زلت ُ في طور البدايهْ
أوّاه ُ لو تدري كم الأحداث ُ دامية ُ النـّهايهْ
عفوا ً بل الأحداث ُ رائعة ُ النـّهاية
فأنا كفرت ُ بكل ِّ شيء ٍ قد كفرتُ
إلا العروبةَ آمنت ْ نفسي بها لمـّا أنا فيها أمنتُ
فهناك إخواني العربْ
قد قدّروا كالأمس ِ رابطة َ النـّسبْ
من حبـِّهم لي يا بلادي أطفأوا فـِي َّ الأملْ
حتى أظل ُّ صديق َ موتي للأزلْ
أحتاج ُ توقيع َ الوزيرْ
وكذاك توقيع َ السفيرْ
لا بدَّ أيضا ً من موافقةِ الأميرْ
تحتاج ُ أوراقي المرور َ على مـَقام ِكبيرِهم حتـّى الصغيرْ
وكذاك يا وطني الغني َّ وثوبـُه ُ ثوب ُ الفقيرْ
أحتاج ُ حتي في بلاد ِ العرب ِ توقيع َ الحميرْ
كي يسمحو لي بالدخول ِ لإرضهم عبر َ الأثيرْ
ناهيك َ عن عشرين َ ألف ٍ دفعـُها لا بد َّ بالدولار ِ يا وجعي الأخيرْ
تأشيرة ً فرضوا علي َّ وصار َ جرحي َ - هاك َ - أكبر َ من كبيرْ
أو هكذا قد صرت ُ في نظر ِ الجميع ِ أذل َّ من كلب ٍ حقيرْ ؟؟
لو جاء َ أمريكيُّ
أو كـَنـَديُّ
أوكوبيَّ
أو ..؟؟
أو أي ُّ كلب ٍ من بلاد ِ الغرب ِ يرفل ُ بالحرير ْ
فتحوا له كل َّ الحدود ِ وهيـّأوا لـِقـُدومـِه ِ أحلى مطارْ
وأمامـَه ُ وضعوا ألذ َّ فواكه ِ الدنيا وأنواع َ الثمارْ
واسـْتقبلوه بكل َّ ما يـُسـْتـَقـْبـَلون َ به الكبارْ
لكنـّني سافرت ُ من وطن الصغارْ
نسبي مع الأنساب في باب الصغارْ
وكذاك آبائي صغارْ
ولذاك سدّوا الباب َّ في وجهي وأُغـْلـِقـَت الحدود ُ ولا مطارْ
لمـّا وقفت ُ ببابـِهم مثل َ الأجيرْ
أو هكذا قد صرت ُ في نظر ِ الجميع ِ أذل َّ من كلب ٍ حقيرْ ؟؟
تستنكف ُ الأيام ُ منـّي
يستنكف ُ الأعراب ُ منـّي
وكأن َّ نفطي لم يكن لصغار َ عمان َ الحبيبة ِ كالعـُقارْ
وكأن َ بغداد َ الحبيبة َ لم تكن ْ
حضنا ً لـِطلاب ِ الخليج ِ وعلم َ مجد ٍ وازدهارْ
وكأنـّني ما كنت ُ في الجولان ِ قائد َ حملة ٍ ضد َّ التـّتارْ
وكأنـّها في ( تل ْ أبيب َ ) مقابري محض ُ ازورارْ
وكأنـّني لم أدفع الأخطار َ عنهم يوم حقد ُ الفرس ِ ثارْ
وكأنـّني ما كنت ُ اعبر ُ يا أبا حمدي ََّ * نحوك َ استري منك الثمارْ
أنا لا أمن ُّ النصر يا وطني عليهم ْ إنـّهم أهل ٌ وجارْ
لكـنـّهم جهلوا بأني كنت ُ مـَن ْ يحمي الدّيارْ
عجبي على زمن ِ الأخـُوَّة ِ كيف دارْ
يا موطني
ماتت بآفاق ِ العروبة ِ كل َّ آلاء ِ النـّهارْ
قد حملوني ذنب َ مـَن ْ دخل الكويت َ وحكمـُهم جدا ً علي َّ علي َّ جارْ
ولذاك قد فرضوا الحصارْ
**********
يا هذه الأزمان ُ هل مات َ السلامْ؟؟
يا هذه الأزمان ُ هل مات َ الكرامْ؟؟؟
إنـّي أُرَدِّد ُ في الأنامْ:
في موطني العربي ِّ هل مات الكرام ْ ؟؟؟
هل حاتم ُ الطائي ُّ وسط َ جزيرة ِ الأعراب ِ نام ْ؟؟
يا موطني
مات السلام
فانس َ الحياة َ وطيبـَها
واقـْرأ ْ على العـَرَب ِ السلامْ
*********
بقي َ السؤال ُ الحائرُ
بقيَ السؤال ُ القاهرُ
- ومن المـُحال ِ بأن ْ يـُجاب َ الثائرُ -:
يا موطني
لـِم َ كل ُّ خلق ِ الله ِ في أوطانهمْ
ناموا وشعبـُك َ في المرارة ِ ساهر ُ ؟؟؟
لـِم َ كل ُّ مرضى الكون في أوطانهم وجدوا الدواءْ
وشعبـُك َ المسكين ُ يقتلـُه ُ الوباءْ
ومتى يـُضـَمـّد ُ جرحـُك َ المـُتناثر ُ ؟؟
وإلى متي
يا موطني المسكين ُ شعبـُك َ صابر ُ ؟؟
*******
يا ليت َ عندي الآن َ قنبلة ٌ عجيبهْ
حتى أُفـَجـّرَها على أرضي الحبيبهْ
وهناك َ أرحم ُ شعبي َ المسكين َ في أرضي السليبهْ
بالموت ِ أرحمـُه وأعطي كل َّ فرد ٍ بائس ٍ من تلك َ قنبلتي نصيبهْ
وتموت ُ أمـّي والمرضْ
وأبي يموت ُ مع القلقْ
وأخي يموت ُ بحضن ِ زوجته ِ الحبيبهْ
وأُمـِيت ُ في فـَم ِ كل َّ طفل ٍ - مـُرهق ِ البلوى - حليبـَهْ
وأمـِيت ُ شعبي كلـَّه ُ ، وأمـِيت ُ دمعتـَه ُ السكيبـَهْ
وأمـِيت ُ في شفتي َّ صرختـَها الرهيبة َ والعصيبـَهْ:
لو كان خير ٌ في بلادي
ما بحثت ُ اليوم َ عن بلد ٍ غريبـَهْ
*******
* أبو حمدي : مصري الجنسية كان كان يعمل بقالا في مدينتي ( الرمادي )
وكنت أعبر الشارع إليه لكي أشتري منه التفاح والبرتقال
تحياتي
سراب الوصول : زيد خالد علي