ذكرى رحيل زوجتي المغربية الثانية / الحاج لطفي الياسيني
-----------------------------------
اليوم ذكرى بؤرة الجرح الدفين
تحت الرماد
والجمر في القلب الحزين
مذ عهد عاد
الزهر في الاكليل فوق القبر
اذبله البعاد
ما عاد يزهر
ما عاد يزهر
يا زوجتي فات الميعاد
اعلنت بعد حبيبتي
ورفيقتي
وشريكتي
بل زوجتي
اعلنت في الدنيا الحداد
ولبست قمباز السواد
كرسي الاعاقة ملني
ما عدت ابصر في الحياة
سوى السواد
اشتاق قبرك من بعيد
وانا طريد
في عزلة
زنزانة
في البيت
من قيد اليهود
وكلهم شر العباد
اشتاق فاس
اتوق تطوان الحبيبة
مع مراكش
حيث مثوى من عشقت
هناك
قد دفنت
واسلمت القياد
لي بعدما صعدت
الى رب العباد
من بعدها
ضاقت بي الدنيا
وصرت اباع
في سوق المزاد
لما رحلت عن العرين
زاد اشتياقي
والحنين
سرجت خيلي من بلاطة
من نابلس
ومن جنين
ولحقت بالثوار
كل العائدين
من غربة الاحزان
من لبنان
من صنين
وحدي صعدت الطود
سيزيف اليونان
والصخرة الاقوى
على صدري
حملت
وطرت معانقا
ارض الجهاد
في الساعة الاولى
بحيفا
كنت مع كل الرفاق
على ميعاد
والبحر كان هناك باستقبال
ملاح السفينة
كان موعدنا
مع القبطان
في الميناء
كانت عنادلنا تغني
للجياد
وجدار محتل
على ابراجه
حراس نتن
من رماد
كانت معي في اليد
رزمة من ديناميت
رصاص
مع بنادق
ورفيق دربي
عند منعطف
على الجدران عالق
والكل منا في تسابق
حزمت امتعتي
جهزت رشاشي
ومشط الندقية
وزحفت في ليل الاسى
في عتمة
كانت شقية
اطلقت اعيرتي
على جند الغزاة
وكل مركابا
وارتال غبية
وكتبت فوق الرمل
اسمي
بعدما سقط المسدس
من يدي
واصبت في ساقي
ذراعي
من شظية
وفقدت عيني
لم اعد في عتمة الليل الهجين
ارى
سوى
مسرى رسول الله
والمعراج
والسدرة الهنية
والكأس ..
حوض الماء في الاقصى
وامي البابلية
عندها
اسلمت روحي للذي
خلق الخلائق
فهو اولى
بي
بمن حفظوا الوصية
من يومها
اصبحت يا زوجي
الضحية
ما .. مت انت
انا الذي قد.. مت
في وطني هنا
مذ عهد مروان امية
قد.. مت فعلا
زوجتي
فانا بقايا
من بقايا
الجاهلية
---------
الحاج لطفي الياسيني