أين ربي ؟ لستُ أدري أين ربَّ العالمين !
لا أرى في الأرضِ إلا القتلَ قرباناً وأنَّاتَ الجياعِ •
لا أرى غيرَ السكارى في طوابيرِ المنايا ' كُلهم
صاروا كأعمى يقطعُ الدربَ وقائده ، الرجيم •
أين ربّي حينَ صار المالُ رباً لا يدانيهِ إلاه !
حينَ صار الدينُ ثوباً مع سواكٍ مع صلاه !
حينَ صار الشيخُ ربّاً كلُنا اليومَ فداه!
حين صار الحقُ حزباً كافرٌ من ليس فيه •
أين ربّي حينَ نقتادُ الأسيرَ لقتلهِ قتلَ الخروف '
حينَ نرمي كُلَ خلقِ الله ِ بالكرهِ وخالقنا الرؤوف '
حينَ صارَ الواحدُ مِنّا ألوفأً حولَ مرجعهِ يطوف '
حينَ أعطى بعضُ إخواني لسيدِهم قدآساتَ الرسول!
أين ربي ؟ لآ أراهُ في المساجد مع وجوهِ الزائرين.
لا أرآه في الشوارعِ أو بأخلاق ِ السنين.
أين ربي لا يجيب الخائفين السائلين؟
ربعُ قرنٍ أو يزيد ، أسمعُ الناسَ تنادي اللهَ لكن
لا مجيب.
لا يُباد الظالمين! لا يُعزُ الخائفين!
لا نصيراً للثكالى واليتامى الحائرين!
صرتُ أدري أين ربي • لم يعُدْ في العالمين!
هُم نسوا الرحمن حتى لم يَعُدْ فيهم أبو ذر ٍ ولا فيهم كأصحابِ اليمينِ .
قِلَّةٌ في الأخرين •
شِبهَ غابوا في الثُّريَّا خلفَ إيمان ٍ ودين
لم تعُدْ دُنيا الحوانيتِ وخُمَّارِ الملذاتِ تَسُرُ الناظرين •
ابحثوا لي عن محمد. لا أراهُ اليوم فينا•
لا أرى تلكَ السماحةَ أو أرى في الأرض هادي!
ابحثوا عن نورَ بدرٍ في العتيم•
عن يتامى بينهم طه ويرعاهم بكفٍ من حرير
عن مساكينٍ منازِلُهم تَضَوَّرُ شدة الجوعِ وقد باعوا الحصير ِ•
ابحثوا في قلبِ محزونٍ على فقدِ الحبيبةِ أو على الإبن ِ الوحيد •
ابحثوا في الراحمينَ الخاشعينَ الساجدين "
في قلوب ِ المُبعدين ' في عيونِ الأم ِ تبكي وحدها شوقَ البنين •
ابحثوا عن سيدِ الكونينِ في النسماتِ يبعثُها الصباح "
حينَ عينُ الرحمةِ المهداة ِ تَهدينا الفلاح '
حينَ نُعطي البردَ أدمُعَنا وشاح •
ابحثوا لي عن محمد ، في قلوبٍ عادَ يملؤها السماح •
حينَ تَلقَونَ الحبيبَ المصطفى في كل ِ شيء ٍ ' عندها يحيى محمد •
كلُ شيء ٍ حولَ أفكاري خطير
همسهُ في آخرِ الليلِ سكونٌ أو عويل
حولنا تبكي الثوآني ترقبُ اليومَ الأخيرِ
ليس يبقى غيرُ أرض ٍ
سوف يكسوها الحرير
لن تموتَ الأرضُ حتى يُشرقُ الهادي المنير
بعد أن تُبلى السرائر،بعد أن تفنى الضمائر
بعد أن يُقتادَ بالأعمى بصير.
بعدَ أن يمشونَ للموتِ سُكارى
حُورُ عين في رصاصات ِ البنادقِ
الثكالى ريحُ مسك حينَ تبكي للفقيد
والجنان اليوم صارت بعضُ أشياءِ الفقير
بعد أن كانت لمن يخشون ظلماً للبعير ِ
لن يزولَ الحمقُ حتى•
تُكسرُ الأصنامُ في قلب الغفيرِ•
حينَ يدري أن طه لم يكن يوماً أمير•
حين يدري أن دينَ اللهِ حُرٌ
ليس فيه شيخُ دين أو وزير
ماجد الزيد الخالدي © 2012