العودة   منتديات الفطاحله > منتديات الأدب العربي/يمنع الفيديو > منقول الأدب العربي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 24-12-2005, 09:48 PM   رقم المشاركة : 1
الطائر المهاجر
** (عثمان العبدالله) ** المؤسس والمشرف العام
 الصورة الرمزية الطائر المهاجر





معلومات إضافية
  النقاط : 20
  الحالة : الطائر المهاجر متواجد حالياً

 

افتراضي امرؤ القيس


قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ= بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها= لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ
تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِي عَرَصَاتِهَـا= وَقِيْعَـانِهَا كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُــلِ
كَأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُـوا= لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ
وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَلَّي مَطِيَّهُـمُ= يَقُوْلُوْنَ لاَ تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَمَّـلِ
وإِنَّ شِفـَائِي عَبْـرَةٌ مُهْرَاقَـةٌ= فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ
كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا= وَجَـارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَـلِ
إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُمَـا= نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ
فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَةً= عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِي مِحْمَلِي
ألاَ رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِـحٍ= وَلاَ سِيَّمَا يَوْمٍ بِدَارَةِ جُلْجُـلِ
ويَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَي مَطِيَّتِـي= فَيَا عَجَباً مِنْ كُوْرِهَا المُتَحَمَّـلِ
فَظَلَّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَـا= وشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّـلِ
ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْـزَةٍ= فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاَتُ إنَّكَ مُرْجِلِي
تَقُولُ وقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعـاً= عَقَرْتَ بَعِيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْزِلِ
فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِي وأَرْخِي زِمَامَـهُ= ولاَ تُبْعـِدِيْنِي مِنْ جَنَاكِ المُعَلَّـلِ
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِـعٍ= فَأَلْهَيْتُهَـا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْـوِلِ
إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَهُ= بِشَـقٍّ وتَحْتِي شِقُّهَا لَمْ يُحَـوَّلِ
ويَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْبِ تَعَـذَّرَتْ= عَلَـيَّ وَآلَـتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّـلِ
أفاطِـمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّـلِ= وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي
أغَـرَّكِ مِنِّـي أنَّ حُبَّـكِ قَاتِلِـي= وأنَّـكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَـلِ
وإِنْ تَكُ قَدْ سَـاءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَـةٌ= فَسُلِّـي ثِيَـابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُـلِ
وَمَا ذَرَفَـتْ عَيْنَاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِـي= بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّـلِ
وبَيْضَـةِ خِدْرٍ لاَ يُرَامُ خِبَاؤُهَـا= تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَـلِ
تَجَاوَزْتُ أحْرَاساً إِلَيْهَا وَمَعْشَـراً= عَلَّي حِرَاصاً لَوْ يُسِرُّوْنَ مَقْتَلِـي
إِذَا مَا الثُّرَيَّا فِي السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ= تَعَـرُّضَ أَثْنَاءَ الوِشَاحِ المُفَصَّـلِ
فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثِيَابَهَـا= لَـدَى السِّتْرِ إلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّـلِ
فَقَالـَتْ : يَمِيْنَ اللهِ مَا لَكَ حِيْلَةٌ= وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ الغَوَايَةَ تَنْجَلِـي
خَرَجْتُ بِهَا أَمْشِي تَجُرُّ وَرَاءَنَـا= عَلَـى أَثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّـلِ
فَلَمَّا أجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وانْتَحَـى= بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ
هَصَرْتُ بِفَوْدَي رَأْسِهَا فَتَمَايَلَـتْ= عَليَّ هَضِيْمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخَلْخَـلِ
مُهَفْهَفَـةٌ بَيْضَـاءُ غَيْرُ مُفَاضَــةٍ= تَرَائِبُهَـا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَــلِ
كَبِكْرِ المُقَـانَاةِ البَيَاضَ بِصُفْــرَةٍ= غَـذَاهَا نَمِيْرُ المَاءِ غَيْرُ المُحَلَّــلِ
تَـصُدُّ وتُبْدِي عَنْ أسِيْلٍ وَتَتَّقــِي= بِـنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِـلِ
وجِـيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفَاحِـشٍ= إِذَا هِـيَ نَصَّتْـهُ وَلاَ بِمُعَطَّــلِ
وفَـرْعٍ يَزِيْنُ المَتْنَ أسْوَدَ فَاحِــمٍ= أثِيْـثٍ كَقِـنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِــلِ
غَـدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إلَى العُــلاَ= تَضِلُّ العِقَاصُ فِي مُثَنَّى وَمُرْسَــلِ
وكَشْحٍ لَطِيفٍ كَالجَدِيْلِ مُخَصَّــرٍ= وسَـاقٍ كَأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّــلِ
وتُضْحِي فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِراشِهَـا=نَئُوْمُ الضَّحَى لَمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّـلِ
وتَعْطُـو بِرَخْصٍ غَيْرَ شَثْنٍ كَأَنَّــهُ= أَسَارِيْعُ ظَبْيٍ أَوْ مَسَاويْكُ إِسْحِـلِ
تُضِـيءُ الظَّلامَ بِالعِشَاءِ كَأَنَّهَــا= مَنَـارَةُ مُمْسَى رَاهِـبٍ مُتَبَتِّــلِ
إِلَى مِثْلِهَـا يَرْنُو الحَلِيْمُ صَبَابَــةً= إِذَا مَا اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْـوَلِ
تَسَلَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَالِ عَنْ الصِّبَـا= ولَيْـسَ فُؤَادِي عَنْ هَوَاكِ بِمُنْسَـلِ
ألاَّ رُبَّ خَصْمٍ فِيْكِ أَلْوَى رَدَدْتُـهُ= نَصِيْـحٍ عَلَى تَعْذَالِهِ غَيْرِ مُؤْتَــلِ
ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَــهُ= عَلَيَّ بِأَنْـوَاعِ الهُـمُوْمِ لِيَبْتَلِــي
فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّـى بِصُلْبِــهِ= وأَرْدَفَ أَعْجَـازاً وَنَاءَ بِكَلْكَــلِ
ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْلُ ألاَ انْجَلِــي= بِصُبْحٍ وَمَا الإصْبَاحُ منِكَ بِأَمْثَــلِ
فَيَــا لَكَ مَنْ لَيْلٍ كَأنَّ نُجُومَـهُ= بِـأَمْرَاسِ كَتَّانٍ إِلَى صُمِّ جَنْــدَلِ
وقِـرْبَةِ أَقْـوَامٍ جَعَلْتُ عِصَامَهَــا= عَلَى كَاهِـلٍ مِنِّي ذَلُوْلٍ مُرَحَّــلِ
وَوَادٍ كَجَـوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُــهُ= بِـهِ الذِّئْبُ يَعْوِي كَالخَلِيْعِ المُعَيَّــلِ
فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا عَوَى : إِنَّ شَأْنَنَــا= قَلِيْلُ الغِنَى إِنْ كُنْتَ لَمَّا تَمَــوَّلِ
كِــلاَنَا إِذَا مَا نَالَ شَيْئَـاً أَفَاتَـهُ= ومَنْ يَحْتَرِثْ حَرْثِي وحَرْثَكَ يَهْـزَلِ
وَقَـدْ أغْتَدِي والطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَـا= بِمُنْجَـرِدٍ قَيْـدِ الأَوَابِدِ هَيْكَــلِ
مِكَـرٍّ مِفَـرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِـرٍ مَعــاً= كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ
كَمَيْتٍ يَزِلُّ اللَّبْـدُ عَنْ حَالِ مَتْنِـهِ= كَمَا زَلَّـتِ الصَّفْـوَاءُ بِالمُتَنَـزَّلِ
عَلَى الذَّبْلِ جَيَّاشٍ كأنَّ اهْتِـزَامَهُ= إِذَا جَاشَ فِيْهِ حَمْيُهُ غَلْيُ مِرْجَـلِ
مَسْحٍ إِذَا مَا السَّابِحَاتُ عَلَى الوَنَى= أَثَرْنَ الغُبَـارَ بِالكَـدِيْدِ المُرَكَّـلِ
يُزِلُّ الغُـلاَمُ الخِفَّ عَنْ صَهَـوَاتِهِ= وَيُلْوِي بِأَثْوَابِ العَنِيْـفِ المُثَقَّـلِ
دَرِيْرٍ كَخُـذْرُوفِ الوَلِيْـدِ أمَرَّهُ= تَتَابُعُ كَفَّيْـهِ بِخَيْـطٍ مُوَصَّـلِ
لَهُ أيْطَـلا ظَبْـيٍ وَسَاقَا نَعَـامَةٍ= وإِرْخَاءُ سَرْحَانٍ وَتَقْرِيْبُ تَتْفُـلِ
ضَلِيْعٍ إِذَا اسْتَـدْبَرْتَهُ سَدَّ فَرْجَـهُ =بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْسَ بِأَعْزَلِ
كَأَنَّ عَلَى المَتْنَيْنِ مِنْهُ إِذَا انْتَحَـى= مَدَاكَ عَرُوسٍ أَوْ صَلايَةَ حَنْظَـلِ
كَأَنَّ دِمَاءَ الهَـادِيَاتِ بِنَحْـرِهِ= عُصَارَةُ حِنَّاءٍ بِشَيْـبٍ مُرَجَّـلِ
فَعَـنَّ لَنَا سِـرْبٌ كَأَنَّ نِعَاجَـهُ= عَـذَارَى دَوَارٍ فِي مُلاءٍ مُذَبَّـلِ
فَأَدْبَرْنَ كَالجِزْعِ المُفَصَّـلِ بَيْنَـهُ= بِجِيْدٍ مُعَمٍّ فِي العَشِيْرَةِ مُخْـوَلِ
فَأَلْحَقَنَـا بِالهَـادِيَاتِ ودُوْنَـهُ= جَوَاحِـرُهَا فِي صَرَّةٍ لَمْ تُزَيَّـلِ
فَعَـادَى عِدَاءً بَيْنَ ثَوْرٍ ونَعْجَـةٍ= دِرَاكاً وَلَمْ يَنْضَحْ بِمَاءٍ فَيُغْسَـلِ
فَظَلَّ طُهَاةُ اللَّحْمِ مِن بَيْنِ مُنْضِجٍ= صَفِيـفَ شِوَاءٍ أَوْ قَدِيْرٍ مُعَجَّـلِ
ورُحْنَا يَكَادُ الطَّرْفُ يَقْصُرُ دُوْنَـهُ= مَتَى تَـرَقَّ العَيْـنُ فِيْهِ تَسَفَّـلِ
فَبَـاتَ عَلَيْـهِ سَرْجُهُ ولِجَامُـهُ= وَبَاتَ بِعَيْنِـي قَائِماً غَيْرَ مُرْسَـلِ
أصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيْكَ وَمِيْضَـهُ= كَلَمْـعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّـلِ
يُضِيءُ سَنَاهُ أَوْ مَصَابِيْحُ رَاهِـبٍ= أَمَالَ السَّلِيْـطَ بِالذُّبَالِ المُفَتَّـلِ
قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتِي بَيْنَ ضَـارِجٍ= وبَيْنَ العـُذَيْبِ بُعْدَمَا مُتَأَمَّـلِ
عَلَى قَطَنٍ بِالشَّيْمِ أَيْمَنُ صَوْبِـهِ= وَأَيْسَـرُهُ عَلَى السِّتَارِ فَيَذْبُـلِ
فَأَضْحَى يَسُحُّ المَاءَ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ= يَكُبُّ عَلَى الأذْقَانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ
ومَـرَّ عَلَى القَنَـانِ مِنْ نَفَيَانِـهِ= فَأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كُلِّ مَنْـزِلِ
وتَيْمَاءَ لَمْ يَتْرُكْ بِهَا جِذْعَ نَخْلَـةٍ= وَلاَ أُطُمـاً إِلاَّ مَشِيْداً بِجِنْـدَلِ
كَأَنَّ ثَبِيْـراً فِي عَرَانِيْـنِ وَبْلِـهِ= كَبِيْـرُ أُنَاسٍ فِي بِجَـادٍ مُزَمَّـلِ
كَأَنَّ ذُرَى رَأْسِ المُجَيْمِرِ غُـدْوَةً= مِنَ السَّيْلِ وَالأَغثَاءِ فَلْكَةُ مِغْـزَلِ
وأَلْقَى بِصَحْـرَاءِ الغَبيْطِ بَعَاعَـهُ= نُزُوْلَ اليَمَانِي ذِي العِيَابِ المُحَمَّلِ
كَأَنَّ مَكَـاكِيَّ الجِـوَاءِ غُدَّبَـةً= صُبِحْنَ سُلافاً مِنْ رَحيقٍ مُفَلْفَـلِ
كَأَنَّ السِّبَـاعَ فِيْهِ غَرْقَى عَشِيَّـةً = بِأَرْجَائِهِ القُصْوَى أَنَابِيْشُ عُنْصُـلِ






توقيع الطائر المهاجر
 
  رد مع اقتباس
قديم 24-12-2005, 10:06 PM   رقم المشاركة : 2
الطائر المهاجر
** (عثمان العبدالله) ** المؤسس والمشرف العام
 الصورة الرمزية الطائر المهاجر





معلومات إضافية
  النقاط : 20
  الحالة : الطائر المهاجر متواجد حالياً

 

افتراضي


فمن هو امرؤ القيس ؟؟

امرؤ القيس (124 - 80 ق.هـ / 500 - 544 م) واسمه امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي. من أشهر شعراء العرب، وقائل أحد المعلقات ومطلعها:
فقا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

بسفط اللوى بين الدخول فحومل
أبوه حجر بن الحارث ملك أسد وغطفان، وخاله المهلهل الشاعر.
نشأته وحياته
ولد امرؤ القيس بنجد نحو سنة 501 م وكان ذا منيتٍ عربيٍ عريق، فأمه فاطمة بنت ربيعة أخت كليب والمهلهل، أشراف إحدى القبائل اليمنية التي كانت تسكن غربي حضرموت قبل الإسلام، و أبوه حجر بن الحارث الكندي ملك بني أسد. نشأ امرىء القيس نشأة ترف وشب في نعيم، إلاّ أنه نشأ نشأة الغواة، فراح يعاقر الراح ويغازل النساء ويعشق اللهو، فأطلق العنان لنفسه في المجون، فحاول أبوه أن يردعه، فلم يرتدع، فطرده من بيته، فراح يخالط العرب اللذين يرتادون الرياض ويلعبون ويعاقرون الخمرة ويصيدون، فكان يتجول من مكانٍ إلى مكان طالباً اللهو والمجون حتى بلغ به الترحال –كما يقال-إلى الشّام وهناك حملت الأخبار خبر نعي أبيه وقد قتله بنو أسد وثاروا عليه لشدته ولإستبداده بهم وسوء سيرته، فهب القيس و قال قولته المشهورة: "ضيعني صغيراُ، وحمّلني دمه كبيراً، لا صحو اليوم ولا سكر غداً، اليوم خمر وغداً أمر"، وحلف على نفسه ألاّ يأكل لحماً ولا يشرب خمراً حتى يقتل من بني أسد مائة ويحزن مائة آخرون. فرحل امرؤ القيس يسنتصر القبائل للأخذ بثأر أبيه من بني أسد، فطلب العون من قبيلتي بكر وتغلب فأعانوه وأوقعوا ببني أسد، وقتلوا منهم، واكتفوا بذلك، ولكن امرىء القيس لم يكتف، فتركوه وحيداً، فتوجّه إلى السموأل طالباً العون في كتابٍ يريده إلى الحارث بن شحر الغساني لعله يتوسط لدى قيصر الرّوم بالقسطنطينية، فيكون له منجداً.
غادر امرؤ القيس تيماء–أرض السموأل-إلى القسطنطينية يريد القيصر يوستينيانوس، ورافقه في سيرته الشاقة عمر بن قميئة، وكان من خدم أبيه، وقد ثقلت بهم المسيرة إلى أن وصلوا القسطنطينية والتقى فيها بالقيصر، فأكرم وفادته ووعده بالمدد والعدة، ولكن الآمال لم تتحقق، فصار امرؤ القيس بائساً. وفيما هو في طريق العودة، تفشّى فيه داءٌ كالجدري، فتقرح كل جسمه، وسمّي بذو القروح. ومات بعدها سنة 540 م، ودفن في أنقرة، إحدى مدن الروم.
تختلف بعض المصادر حول رواية موت امرىء القيس، حيث أن هناك رواية أخرى تقول أنّ رجلاً من بني أسد-و كان أبوه قد قتل على يد القيس- كان يضمر الحقد له، لذلك قرر الإنتقام منه، فذكر للقيصر أن امرأ القيس كان يراسل ابنته ويواصلها، فأرسل القيصر إليه عباءةً مسمومة، فلمّا لبسها، جرى فيه السم و تقرّح جسمه وسمّي بذي القروح نسبةً إلى ذلك.
شعره
يعتبر امرؤ القيس من أشهر الشعراء الجاهليين وذلك لكثرة ما تميّز به شعره و أعماله، فهو أول من وقف على الأطلال، وأول من وصف الليل والخيل والصيد. وقال أبو عبيدة معمّر بن المثنى:
« من فضله أنه اول من فتح الشعر و استوقف، وبكى الدمن ووصف ما فيه، وهو أول من شبّه الخيل بالعصا والسباع، والظباء والطير، وهو اول من قيد الأوابد في وصف الفرس، وهو أول من شبّه الثغر بشوك السيال. »
الوصف
تعتبر معلقة امرؤ القيس من أسلم ما وجد من أعماله. وفي هذه القصيدة فقد وصف امرؤ القيس كثيرًا البيئة من حوله. ومن أمثلة التصوير والوصف في شعره وصفه لليل حيث يقول:
وَلَيلٍ كَمَوجِ البَحرِ أَرخى سُدولَه

عَلَيَّ بِأَنواعِ الهُمومِ لِيَبتَلي
فَقُلتُ لَهُ لَمّا تَمَطّى بِصُلبِهِ

وَأَردَفَ أَعجازاً وَناءَ بِكَلكَلِ
أَلا أَيُّها اللَيلُ الطَويلُ أَلا اِنجَلي

بِصُبحٍ وَما الإِصباحُ مِنكَ بِأَمثَلِ
فَيا لَكَ مِن لَيلٍ كَأَنَّ نُجومَهُ
بِكُلِّ مُغارِ الفَتلِ شُدَّت بِيَذبُلِ

ويقول في وصف محبوبته فاطمه، وهي ابنة عمّه:
مُهَفهَفَةٌ بَيضاءُ غَيرُ مُفاضَةٍ
تَرائِبُها مَصقولَةٌ كَالسَجَنجَلِ
كَبِكرِ المُقاناةِ البَياضِ بِصُفرَةٍ
غَذاها نَميرُ الماءِ غَيرُ المُحَلَّلِ
تَصُدُّ وَتُبدي عَن أَسيلٍ وَتَتَّقي
بِناظِرَةٍ مِن وَحشِ وَجرَةَ مُطفِلِ
وَجيدٍ كَجيدِ الرِئمِ لَيسَ بِفاحِشٍ
إِذا هِيَ نَصَّتهُ وَلا بِمُعَطَّلِ
وَفَرعٍ يَزينُ المَتنَ أَسوَدَ فاحِمٍ
أَثيثٍ كَقِنوِ النَخلَةِ المُتَعَثكِلِ
غَدائِرُها مُستَشزِراتٌ إِلى العُلا
تَضِلُّ العِقاصَ في مُثَنّىً وَمُرسَلِ
وَكَشحٍ لَطيفٍ كَالجَديلِ مُخَصَّرٍ
وَساقٍ كَأُنبوبِ السَقِيِّ المُذَلَّلِ

يتبع....






توقيع الطائر المهاجر
 
تفاعلك مع غيرك يشجعهم على التفاعل معك
  رد مع اقتباس
قديم 24-12-2005, 10:25 PM   رقم المشاركة : 3
الطائر المهاجر
** (عثمان العبدالله) ** المؤسس والمشرف العام
 الصورة الرمزية الطائر المهاجر





معلومات إضافية
  النقاط : 20
  الحالة : الطائر المهاجر متواجد حالياً

 

افتراضي


عندنا غريب عربي قرب أنقرة التركية أوشكنا ان ننساه من كثافة تراكم قصص الغرباء والمنفيين العرب الذين يموتون بعيدا عن اوطانهم ويقهرون من دون ان يحاولوا ملكا ومن دون ان يكون معهم أصحاب يبكون سلفا من عمق الكشف والرؤية، فهم يرون النهاية واضحة منذ اول خطوة في دروب المنفى:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه
وايقن إنا لاحقان بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك انما
نحاول ملكا او نموت فنعذرا
والمفارقة ان الشاعر في العودة الى ديار الاحباب يطالب بالبكاء وبعد مغادرتها ينهى عنه، فالدموع العربية تسكب دوما في غير مواقعها ونعذر او نقهر لا فرق ما دامت الفاجعة تنتظر عند سفوح اي عسيب او كثيب، وقد كتبت هذه القصيدة في منطقة حماة شمال قلعة بني منقذ في شيزر، كما يشير ثاني بيت فيها:
أرى ام عمرو دمعها قد تحدرا
بكاء على عمرو وما كان أصبرا
تقطع اسباب اللبانة والهوى
عشية جاوزنا حماة وشيزرا
اما صاحب امرئ القيس الباكي فهو عمرو بن قميئة البكري وكان شاعرا وسيما خدم مع والد امرئ القيس قبل اغتيال الثاني وسافر معه كما تقول الروايات الى القسطنطينية ليستنجد بالقيصرعلى استعادة مملكة ابيه وسمته العرب عمرو الضائع، لانه مات غريبا في غير مأرب أو مطلب، فهل جميعنا ذاك العمرو يا زيد الذي يضرب عمرو ولا يترك امامه غير خيار السجن او المنفى...؟
ولا بأس مبدئيا بالتسمية وليحمد صاحب الملك الضليل ربه لانهم لم يطلقوا عليه اسم عمرو الخائن، فرفيقه أول وارث للحكم يطلب باصرار تدخل القوات الاجنبية في بلاده ولو نجح جهده لقيل عنه وعن مجلس الحكم اليمني كما يقال عن مجلس الحكم العراقي حاليا انه عاد من منفاه على ظهر الخيول الرومية.
ولا عليك من تخريجات يفرضها ألم المقارنات فأهمية امرئ القيس فنية وعاطفية قبل ان تكون سياسية فهو نفسه لم يكن له في السياسة والحكم مأرب وكان قصارى جهده مطاردة الحسان بين الواحات والهوادج، فهناك الكر والفر الحقيقيان اللذان يتقنهما ذلك المعجون من شبق وهوس بجنس الانثى.
* التهمة الطائية
* وما كانت النساء تحبه رغم غزله ووسامته وكريم أصله ووفرة ماله فلهذا الصنف من الكائنات في ما يحب مذاهب وعجائب. وقد قيل ان امرأ القيس سأل احدى نسائه لماذا لا تحبه النساء وتهرب منه الزوجات والخليلات فقالت له: انك اذا عرقت فحت بريح كلب. فقال لها: صدقت فان اهلي ارضعوني لبن الكلاب.
ولم يكن هناك ـ ديودورانت ـ ولا كريستيان ديور ليحل لشاعرنا مشكلة رائحة الكلاب التي تفوح منه ان تعرق ولا بد لكل شبق ان يتعرق، الا اذا كان مثل بعض رجال هذا الزمان الذين أراحوا أنفسهم وتركوا الجهد الحميد لغيرهم، لكن قبل ان تأخذ قصة عرق الكلاب مأخذ الجد دعنا نخبرك عن مصيبة أخرى في علاقة هذا الشاعر بالنساء.
هذه المصيبة التي تطيح بحظ أي رجل مع الجنس الآخر يرويها الميداني عن المفضل الضبي، فيزعم الاثنان ان امرأ القيس كان رجلا ـ مفركاـ اي من النوع الذي تمل النساء صحبته وعشرته ودليلهما على ذلك قصة امرأة من طي تزوجها وابتنى بها فأبغضته من ليلتها وقامت منذ نصف لليل تقول له: يا خير الفتيان أصبحت أصبحت، فادرك ان ما صنعت من كراهية لكنه صبر حتى طلع الصباح وسألها: ماذا كرهت مني؟ فصمتت لكنه ألح وليته ما ألح لأن البدوية التي تربت على الصراحة قالت: كرهتك لانك ( خفيف العجز ثقيل الصدر سريع الاراقة بطيء الافاقة) وتفسير كل هذه المعميات في المعاجم انه من النوع الذي لا يستطيع ان يمتع شريكة مخدعه.
وطبعا طلق الشاعر الطائية وقبلها طلق العشرات فلم تصمد تحته الا انتحارية من قبائل كندة احتراما لاولادها منه، وان كان الامر كذلك مع هذا الشاعر الفحل فلماذا كل ذلك (التفشخر) بالمغامرات النسائية الذي تجده عنده أكثر من اي شاعر آخر بالعربية باستثناء نزار قباني وعمر بن ابي ربيعة ...؟
ان المعلقة وحدها فيها روايات لمغامرات مع عدة نساء منهن عنيزة وفاطمة وأم الحويرث وأم الرباب، بل ان التغزل بهذه الباقة من الحسان هو أجمل ما في المعلقة فليس هناك من هو جيد التعليم او متوسطه في العالم العربي وربما الاسلامي لا يحفظ بعض ذلك (البورنوالجاهلي) الذي يستعاد بتلذذ في جلسات السمر، وغالبا ما يبدأ المكبوتون بعنيزة وهودجها :
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة
فقالت لك الويلات انك مرجلي
تقول وقد مال الغبيط بنا معا
عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل
فقلت لها سيري وأرخي زمامه
ولا تبعديني من جناك المعلل
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع
فالهيتها عن ذي تمائم مغيل
ولو كان هناك قانون لحماية حقوق الطفل لوضعوا امرأ القيس وام الطفل صاحب التمائم بالسجن، نتيجة لذلك الاهمال البين في لحظة لذة، لكن دعنا من المزاح وهيا بنا الى الجد لنسأل هل كان غريب أنقرة مثل حاكم استانبول ـ وهي القسطنطينية ـ السلطان عبد الحميد يهم ولا يستطيع فيجمع الجواري في الحرملك ويشجعهن على اللهو غير البريء كي لا يحرم نفسه متعة النظر؟
ربما كانت غزليات امرئ القيس والمبالغة فيها حالة تعويض نفسي عن كراهية النساء فهو بكل هذه المبالغات يقنع نفسه اولا بانه محبوب ومرغوب ويعدد ايامه السعيدة الفاتكة، كما يعدد القادة المنتصرون معاركهم الظافرة:
ألا رب يوم لك منهن صالح
ولا سيما يوم بدارة جلجل
وفي أخبار هذا اليوم يقول الرواة والحكاؤون الذين يحبون هذا الشاعر اكثر من غيره لوفرة الدراما في شعره وحياته، ان القبيلة التي ينتمي اليها خلفت النساء والعسفاء والخدم في الديار وعرف الشاعر بالامر فتأخر عن السير مع الرجال وذهب الى الغدير فلما وردته نساء القبيلة للاستحمام جمع امرؤ القيس ثيابهن وجلس عليها وأقسم الا يعطي كل جارية ثوبها حتى تخرج فيراها عارية مقبلة ومدبرة.
ويوم دارة جلجل هذا يذكرنا باساطير ملك يماني آخر في بلاد الجن، فسيف بن ذي يزن جمع ثياب الجنيات في الوادي الذي حملته اليه أخته عاقصة وبينهن الجنية التي سيتزوجها، لكنه لم ينحر حصانه كما نحر امرؤ القيس ناقته وارانا صورة ـ مش ولا بد ـ لنساء القبيلة وهن يتخبطن بالشحم واللحم وكأنهن لم يذقن في حياتهن طعاما دسما.
والسؤال المركزي في فصل الاسطورة عن الحقيقة في حياة الملك الضليل ومعظم شعراء العصر الجاهلي، هل استعار الرواة قصصا كثيرة وألصقوها بهذا الشاعر الذي لا تكاد تفرز الاسطوري عن الواقعي في شعره وحياته؟
الارجح نعم فغير اساطير سيف بن ذي يزن استعيرت لامرئ القيس أجزاء من سيرة اوديب الاغريقي فقد غضب عليه ابوه وطلب من أحد عبيده ان يذهب به الى الصحراء ويذبحه ويأتيه بعينيه كدليل، لكن العبد يشفق على الشاب فيطلقه ويحضر لابيه عيني جؤذر.
* تشابهات الأشعث
* ولماذا نوغل في التفاصيل الصغيرة والجزئيات وطه حسين يعتقد ان معظم قصصه في الطريق الى قيصر تقليد لحكايات اخرى فرحلته الى ملك الروم ما هي الا من قبيل التكرار لرحلة عبد الرحمن بن الاشعث الى ملك الترك يطلب معونته ضد الحجاج، وفي هذا الافتراض يكون للموت القيسي عند سفوح جبل عسيب قرب أنقرة التركية سبب أشعثي خلطه الرواة بغيره فالحكاؤون ورواة السير لا يهتمون بالتاريخ بل بالاثارة، فللتاريخ كتبته وممولوه والرواة انما يبحثون عن رضا مستمعين ان اطربتهم دفعوا وكيف تطربهم ان لم تؤسطر وتتغزل وتؤلف وتضيف وتجعل بطلك فارسا ودونجوانا وصاحب ملك ضائع تتدخل لأجله القوى العظمى في زمانه.
ان الحكاية المؤسطرة المسمومة التي يرويها الاصمعي في عدة اسطر تأخذ عند الرواة عشرات الصفحات وسنقول لك لماذا؟ بعد ان نقرأ معا ما يقوله الاصمعي بادئا القصة من نهايتها:
كان يقال لامرئ القيس الملك الضليل ومات بانقرة من بلاد الروم منصرفا عن قيصر وفيه يقول:
ياجفنة مسحنفرة
وطعنة مثعنجرة
قد غودرت بانقرة
وكان ملك الروم قد أتبعه حلة مسمومة فلما لبسها تقطع جلده.
الرواة لا يكفيهم هكذا خبر فهو لوكالات أنباء تستعجل البث وهم أصحاب برامج اسبوعية وشهرية مرتاحة، لذا لا بد لهم من تفاصيل يملأون بها الفراغات والساعات ولا بد من قصة عاطفية محورية تفسر تسميم الشاعر الذي قال حين حانت منيته قرب قبر احدى بنات الملوك في سفح ذلك الجبل المهجور شمال الحدود السورية التي هي حد الغربة الجغرافية بين العرب والروم:
أجارتنا ان المزار قريب
واني مقيم ما اقام عسيب
أجارتنا انا غريبان ها هنا
وكل غريب للغريب نسيب
فإن تصلينا فالقرابة بيننا
وان تهجرينا فالغريب غريب
وقد يقول قائل لم تسلم من غزل شاعرنا العربي جثة بالية في سفح جبل، لكن يشهد الله ان عجز البيت الثالث ( وان تهجرينا فالغريب غريب) يشفع له ان يحمل عاطفة متأججة حتى آخر لحظة عند حافة قبره عندما حانت لحظة ادراك الغربة الحقيقية الابدية التي لا ينفع معها وصل ولا فصل وتلك حالات غربة فلسفية لا يقف عندها الرواة الذين يحبون السهل غير الممتنع والمتاح والمرغوب من قبل الجميع، وهل هناك اسهل من ان تفسر غضب القيصر الرومي وموافقته على تسميم الشاعر العربي بوجود قصة حب بين ابنة القيصر والملك الضليل الضائع الذي ضيعه والده صغيرا وحمله همه كبيرا فلم تمنعه الهموم من الوثوب على أية انثى في الطريق او القصر او الخيمة من دون اي تفكير بالعواقب ومن دون اي تفكير بمتعتها؟
وكي يكتمل الضياع لا تعرف هل حب ابنة القيصر ومغازلتها من وراء ظهر ابيها حقيقة ام دسيسة من بني أسد أعداء امير شعراء العربية في العصر الجاهلي، ففي الاخبار ان بني أسد الذين اغتصبوا عرش ابيه حين سمعوا ان القيصر أمد امرأ القيس بجيش عرمرم ليستعيد ملكه منهم ارسلوا الى القيصر رجلا اسمه الطماح وهو أحد دهاتهم فوشى به للقيصر وقال انه يراسل ابنتك ويريد ان يفضحك، فارسل له القيصر الحلة المسمومة وكتب معها قائلا:
اني ارسلت لك حلتي التي كنت البسها تكرمة لك فالبسها باليمن والبركة واكتب الي بخبرك من منزل الى منزل ، فلما وصلته ولبسها اسرع السم في جسده وتقرح لحمه لذا لقب بذي القروح.
وفي أخبار القسطنطينية على ايام الامبراطور جوستنيان ذكر لعربي في البلاط اسمه القيس ارسله القيصر على رأس كتيبة الى فلسطين ليضبط امرها فهل هو شاعرنا ؟ وان كان فهل رضي بامارة أكثر خصوبة من نجد وتهامة واليمن ونسي ملك ابيه واجداده؟
الاسئلة كثيرة ولا أجوبة لها ففي الأساطير لا وجود لليقينيات التاريخية ولا حاجة للوثائق لانها اصلا غير موجودة الا في المخيلة، فشرعية الاسطورة تنبع من ذيوعها وانتشارها ورسوخها في المخيلة الجماعية، وحسب امرئ القيس ذيوعا وأهمية ورسوخا انه ما يزال الى اليوم على قمة هرم الشعر الجاهلي الذي ظل رغم عشرات التيارات والقرون ذروة فنية لم يتجاوزها شاعر لا من شعراء النصرانية ولا من شعراء الاسلام.
وامرؤ القيس حسب لويس شيخو من شعراء النصرانية في البلاد العربية، وتلك قصة قد يكون لنا اليها عودة لمعرفة الخريطة العقائدية لشبه جزيرة العرب قبل الاسلام ففي العصر الوثني ـ الجاهلي كانت الفنون اكثر طلاقة والبشر أكثر حرية وفي ذلك العصر كانت الاساطير العربية تحبو وتحاول ان تتعلم المشي وما هذا الشاعر الا الصدى البعيد لكمٍ عربي لا بأس به من الاساطير الاجتماعية والسياسية.
(تجميع)






توقيع الطائر المهاجر
 
تفاعلك مع غيرك يشجعهم على التفاعل معك
  رد مع اقتباس
قديم 25-12-2005, 01:16 PM   رقم المشاركة : 4
ثار التميميه
V.I.P مؤسس
 الصورة الرمزية ثار التميميه





معلومات إضافية
  النقاط : 20
  الحالة :ثار التميميه غير متواجد حالياً

 

افتراضي


الله عليك يامشرفنا

تجميع رائع عن الشاعر الرائع امرؤ القيس

تسلم

ويعطيك العافيه على هالمعلومات الاكثر من رائعه







توقيع ثار التميميه
 
  رد مع اقتباس
قديم 25-12-2005, 08:51 PM   رقم المشاركة : 5
ذيب السنافي




معلومات إضافية
  النقاط :
  الحالة :

 

افتراضي


ماشاء الله والله يامشرفنا موضوع شيق لشخصيه سحرية

وتحليل ولا أروع تحليل تاريخي سياسي شعري بل حتى تحليل حميم جداً

وهذا الموضوع أعتبره روعه من الروائع

وسلمت يمينك على هذا الموضوع الجيد

ذيب السنافي







توقيع ذيب السنافي
 
  رد مع اقتباس
قديم 26-12-2005, 12:29 PM   رقم المشاركة : 6
الــذاهبه
شاعره
 الصورة الرمزية الــذاهبه





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :الــذاهبه غير متواجد حالياً

 

افتراضي


هلا مشرفنا

ماشاء الله

تجميع روعه

ومعلومات اروع

لاهنت يالغالي







توقيع الــذاهبه
 






  رد مع اقتباس
قديم 27-12-2005, 11:14 AM   رقم المشاركة : 7
alfahad




معلومات إضافية
  النقاط :
  الحالة :

 

افتراضي


ماشاء الله عليك..
على التجميع الجميل لشاعر مشهور
تسلم على المجهود الرائع الذي بذلته
تحياتي .







توقيع alfahad
 
  رد مع اقتباس
قديم 29-12-2005, 12:28 PM   رقم المشاركة : 8
الطائر المهاجر
** (عثمان العبدالله) ** المؤسس والمشرف العام
 الصورة الرمزية الطائر المهاجر





معلومات إضافية
  النقاط : 20
  الحالة : الطائر المهاجر متواجد حالياً

 

افتراضي


تأملات في معلقة امرؤ القيس :

قبل حوالي 70 سنة من مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولد امرؤ القيس ، سليل المجد من كنده ، تلك القبيلة التي
كان لها حضارة في وسط شبه الجزيرة العربية .
تعتبر المعلقة هي السيرة الذاتية وهي رؤية الشاعر لعلاقته بالعالم المحيط ، إذاً فهي سجل تأريخي
سطر فيه الشاعر كل ما له علاقة بشخصيته . ولو حاولنا الإستفادة من معلقته لمعرفة الوضع الإجتماعي
السائد في تلك البقعة من العالم رأينا مايلي:
1- أن الناس كانوا يؤمنون بالله ، لذلك نراه يقسم بالله:
فَقَالَتْ : يَمِيْنَ اللهِ مَـا لَـكَ حِيْلَـةٌ ....وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ الغَوَايَـةَ تَنْجَلِـي
فأغلبهم على ملة الحنيفية ، وقليل على الديانة المسيحية ، وقليل على الديانة اليهودية.
لكن عبادة الأصنام جلبت مع تجارة قريش للشام التي كانت تعتبر آنذاك من الديار الإفرنجيه ، فبدأ الناس يعبدونها لعلها تقربهم الى الله .
2- ان الناس كانوا منصهرين مع بعضهم فكل يعبد ما يشاء
3- أن الحياة المعيشية كانت جيدة ، طبقا لمعاييرهم آنذاك
4- ومثل أي زمان نرى الغزل البرئ بين الشبان والشابات ونرى الفساد الأخلاقي ايضا
5- من الواضح أن حياتهم حياة بدائية ، ويبدو أنهم مقتنعين بها ، فالقربه وسيلة جلب الماء والجمل ، والحصان الذي هو أغلى الممتلكات ، للمواصلات ..
6- كان الفرد يتجول في هذه الصحراء ويمر بأماكن عديدة فمن عنيزة في الوسط الى تيماء في الشمال الغربي ،
مما يدل على شعوره بالأمان ، فلو كانت فوضى كما تحدثنا بعض الكتب ، لوجدنا الشاعر لايتحدث إلا عن
نطاق جغرافي ضيق.
7- أن الجزيرة العربية كانت غنيت بالمراعي التي تتقاطر عليها الحيوانات البرية مثل الغزلان بأنواعها ،
وقد يفسر هذا عدم ذكر أي شئ عن المزارع ، فالناس تجد حاجتها من القوت دون عناء . إذاً فقد كانت منطقة رعي غنية ، اعتمد غالبية سكانها على مهنة الرعي وما لم يجدوه بالرعي يجدوه بالصيد ..

نعود الى الناحية الدينية قليلا ، فقد استغل بعض من يحاول الطعن في اصل الدين الإسلامي من المستشرقين والمسيحين في العصر الحديث ما قيل أنه من شعر امرؤ القيس وهو ليس كذلك ، من أبيات تدل على أن من قالها
اخذ آيات من القرآن الكريم ونظم منها شعراً ، واعتمدوا في ذلك على ما جاء بكتاب (فيض القدير شرح الجامع الصغير ) للامام عبد الرؤوف المناوى , حرف الهمزة ، ويمكن الإطلاع عليه من خلال هذا الرابط:
http://www.al-eman.com/Islamlib/view...BID=139&CID=88
يقول المناوي ، ما نصه :
"وقد تكلم امرؤ القيس بالقرآن قبل أن ينزل‏.‏ فقال‏:‏
يتمنى المرء في الصيف الشتاء * حتى إذا جاء الشتاء أنكره
فهو لا يرضى بحال واحد * قتل الإنسان ما أكفره
وقال‏:‏
اقتربت الساعة وانشق القمر * من غزال صاد قلبي ونفر
وقال‏:‏
إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها
تقوم الأنام على رسلها * ليوم الحساب ترى حالها
يحاسبها ملك عادل * فإما عليها وإما لها "

وتكملة الأبيات :
دنت الساعةُ وانشقَّ القمر عن غزالٍ صاد قلبي ونفر
أحور قد حرتُ في أوصافه ناعس الطرف بعينيه حَوَر
مرَّ يوم العيــد في زيـنته فرماني فتعاطى فعقر
بسهامٍ من لِحاظٍ فاتــكِ فتَرَكْني كهشيمِ المُحتظِر
وإذا ما غــاب عني ساعةً كانت الساعةُ أدهى وأمرّ
كُتب الحسنُ على وجنته بسَحيق المِسْك سطراً مُختصَر
عادةُ الأقمارِ تسري في الدجى فرأيتُ الليلَ يسري بالقمر
بالضحى والليلِ من طُرَّته فَرْقه ذا النور كم شيء زَهَر
قلتُ إذ شقَّ العِذارُ خدَّه دنت الساعةُ وانشقَّ القمر
وايضا نسب له :
أقبل والعشاقُ من خلفه كأنهم من كل حدبٍ يَنْسلون
وجاء يوم العيد في زينته لمثل ذا فليعملِ العاملون

ولا اعتقد أن المناوي قال هذا ، فربما حدث تحريف فيما كتب ،
فالمتمعن في الأبيات ، يجدها تختلف في سبكها عن ما اعتدنا عليه
من شعر لأمرء القيس ، صاحب المعلقة ، بل ولم ترد في ديوانه ،
وربما يكون هذا الشعر من نتاج عصور الإنحدار ، حين كثرة القيان وانتشرت الرذيلة ،
وما يثبت أن تلك الأبيات ليست لأمرؤ القيس صاحب المعلقة ، وأنها لأحد الماجنين من شعراء الدولة العباسية أو
شعراء الأندلس ، ورود كلمة العيد :
مرَّ يوم العيــد في زيـنته فرماني فتعاطى فعقر
فيوم العيد في الإسلام ، وليس في الجاهلية ، لكن احقاد المسيحين ومن لف في فلكهم ، تأبى إلا أن تكشف ذيلها
المتساوي مع وجهها القبيح .

يتبع ..






توقيع الطائر المهاجر
 
تفاعلك مع غيرك يشجعهم على التفاعل معك
  رد مع اقتباس
قديم 30-12-2005, 02:28 PM   رقم المشاركة : 9
ماجد السعد
شاعر
 الصورة الرمزية ماجد السعد





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :ماجد السعد غير متواجد حالياً

 

افتراضي


الله الله يامشرفنا

موضوع شيق جدا للهذا الشاعر

دمت بخير







توقيع ماجد السعد
 
  رد مع اقتباس
قديم 01-01-2006, 10:44 PM   رقم المشاركة : 10
الريم
وردة الفطاحله/عضو شرف
 الصورة الرمزية الريم







معلومات إضافية
  النقاط : 10
  الحالة :الريم غير متواجد حالياً

 

افتراضي


ذكرتنا في ما مضى من العمر ...اتذكرت يوم اني باالمدرسه كنت احفظ ها القصيده كانت مقرره علينا بمادة الادب طبعا

تسلم مشرفنا الغالي على الموضوع الراائع







توقيع الريم
 
آخر تعديل الريم يوم 01-01-2006 في 10:48 PM.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 0 والزوار 17)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:49 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات الفطاحلة